القناعي.. ضحية أخرى للتخاذل الحكومي.. برأي عبد اللطيف الدعيج

زاوية الكتاب

كتب 1100 مشاهدات 0

عبد اللطيف الدعيج

القبس

القناعي.. ضحية أخرى للتخاذل الحكومي

عبد اللطيف الدعيج

 

هناك أمر محيّر في متابعة سلوك ومعيشة المتدينين الاسلاميين. فهؤلاء، خصوصا المتشددين منهم، يطالبون بكل شيء، ويسعون الى تعميم ونشر تدينهم الذي احيانا لا يمتّ إلى الدين بصلة، او ان هناك اختلافا كبيرا عليه ومعارضة له، يسعون الى نشره في كل مكان ولدى كل الناس.

وليس هناك غرابة ولا اعتراض هنا. فهذا حق يندرج تحت العديد من الحقوق الانسانية المتفق على ممارستها وإعلانها بشكل سلمي واجتماعي. لكن المتشددين المسلمين يحرصون على فرض تشددهم بالقوة. ويحاولون جاهدين إجبار الآخرين، ليس لغض النظر عنهم او لعدم الاعتراض على سلوكياتهم التي قد تكون غريبة واحيانا «مزعجة» للغير، بل يجبرون الغير على مجاراتهم والعمل بما يعملون واتباع ما يفضّلون من سلوك.

ومع غرابة وعدم عصرية وشذوذ مثل هذا السلوك، فانه ليس الأغرب او الاكثر تعديا وتناقضا وحريات واساليب معيشة الآخرين. بل ان المتشددين الدينيين يمضون الى ابعد من ذلك، حيث يمنعون بالقوة وباستخدام السلطات العاجزة مثل حكومتنا كسياط يجلدون بها الغير ورماح وسهام يطعنون ويرمون بها ما لا يصلون اليه.

يفرضون معتقداتهم عليك، داخل بيتك وفي مناطق عملك وفي ذات الوقت يمنعونك من التفكير ومن التعبير عن رأيك. والمنع لا يختص بتدينهم او معتقداتهم فحسب.. بل يشمل كل شيء.. كل فكر وكل حركة عقلية او فسيولوجية يجب ان تتفق والمناخ الديني الاسلامي العام وإلا.. والا كان مصيرك السجن، او والعياذ بالله الجلد والقتل.

هذا ما حدث للمواطن عبدالعزيز القناعي الذي لم يفعل شيئا سوى انه فكر وابدى رأيا عاما. كان بإمكان السادة المتشددين وكل اتباعهم تجاهله او عدم الالتفات اليه. لكنهم وهم الذين يفرضون علينا سماع ما يسمعون وقراءة ما يقرأون واتباع ما يتبعون أبوا إلا معاقبة السيد القناعي. تماما كما عاقبوا وسجنوا بتعاون التخاذل الحكومي المرحوم ــــ غصبا عنهم ـــــ الدكتور احمد البغدادي، الذي لم يفعل شيئا غير تسمية المسميات باسمها ومعناها الحقيقي والواضح.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك