محطات إسلامية .. بقلم مبارك الدويلة

زاوية الكتاب

كتب 730 مشاهدات 0

مبارك فهد الدويلة

القبس

حصاد السنين- محطات إسلامية

مبارك الدويلة

 

تعلموا من شيخنا

الكلمة المميزة التي ألقاها سمو الشيخ صباح الأحمد أمير البلاد في مؤتمر القمة لمنظمة العالم الإسلامي، الذي ُعقد في إسطنبول الأسبوع الماضي، لامست مشاعر كل المسلمين في مختلف بقاع الأرض، وجاءت قوتها ليس من قوة معانيها واختيار مفرداتها الفريدة التي أحيت في نفوسنا معاني العزة والقوة والانتماء الإسلامي فقط، وإنما من كون الذي يلقيها شيخ قارب التسعين عاماً، ويحكم دولة خليجية ليست من دول المواجهة، فكانت بحق كافية ووافية، وفعلاً كان ظهور سموه في المؤتمر درساً لكثير من زعماء الأمة العربية والإسلامية.

 

لا تتعلموا منّا

ما زال الحكم القضائي الذي سُجن بسببه سبعون من خيرة رجال البلد وشبابه يلقي بظلاله على الحياة اليومية في المجتمع الكويتي، فالناس هنا لا تخلو أحاديثهم من غرابة هذا الحكم الذي جاء بعد حكم البراءة لأول درجة تقاضٍ، والجميع ينتظرون الخطوة التالية من قاضي محكمة التمييز بالنظر في طلبات وقف تنفيذ الحكم، ثم ستتوجه أنظارهم إلى دار سلوى ونجم مؤتمر إسطنبول لإلقاء نظره أبوية على أبنائه، ويعيد البسمة لعوائلهم التي ما زالت تفتخر بنوايا أبنائهم من دخولهم للمجلس.

إن هذا الحدث إن لم تتم معالجته بشكل عاجل وسريع بين السلطتين، فسيؤدي إلى انتكاسة في العلاقة بين المواطن والحكومة، فجميع فئات المجتمع متضررة، ولم يُستثن أحدٌ، ونتمنى أن تسود اليوم الحكمة بدلاً من «ركوب الراس»، كما يقول الكويتيون؛ فوحدة الوطن وتماسكه فوق كل اعتبار، ولا نريد أن نتسبب في زعزعة وحدتنا الوطنية في مثل هذه الظروف التي تحيط فيها الصعاب بنا من كل جانب.

 

تدمير الثقافة الليبرالية

في الوقت الذي يشيع الليبراليون دائماً سيطرة التيار الإسلامي على مفاصل وزارة التربية طوال عقود مضت، ويعلّقون تخلف البلد وتعطل التنمية على هذه السيطرة، يأتي وزير تربية ليبرالي أسبق في مقابلة تلفزيونية ليؤكد أن لا سيطرة للإسلاميين على الوزارة، ثم يأتي وزير تربية سابق ليصرح بأن لا أخونة في وزارة التربية.

كل هذه التصريحات من وزراء أقرب إلى الليبراليين، ثم يأتي من يبرر فشل منهجه العلماني بتكرار ادعاء سيطرة الإسلاميين على وزارة التربية! مما حدا بالأستاذ خليفة الوقيان في ندوة الجمعية الثقافية النسائية إلى المطالبة بمواجهة التيار الإسلامي الذي دمر البنية الثقافية التي بناها الآباء والأجداد (القبس عدد أمس السبت).

يا أستاذي، إذا وزارتا التربية والإعلام بيدكم منذ التأسيس إلى اليوم، والصحف الخمس أو العشر توجهاتها ليبرالية، ولديكم الجمعية الثقافية النسائية ورابطة الأدباء والمجلس الوطني للثقافة والفنون.. وكلها منابر للتوجيه والتبشير بثقافتكم، ومع هذا تم تدمير ما بنيتموه منذ التأسيس، إذن العلة في ثقافتكم ومناهجكم المخالفة لفطرة الناس وليس في المنابر!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك