نحن لدينا احتقار للعمل.. بوجهة نظر عبد اللطيف الدعيج

زاوية الكتاب

كتب 772 مشاهدات 0

عبد اللطيف الدعيج

القبس

كويتي.. كيفه..!

عبد اللطيف الدعيج

 

قبل سنوات، ربما الخمس على ما اعتقد، كنت اتابع نقاشا جرى على «الشبكة الوطنية الكويتية»، ولا اعلم ان كان الاسم صحيحا، فكما قلت هذا كان منذ سنوات. قبل «البلوغات» وحتى قبل فيسبوك وتويتر. الشبكات كانت ملتقى الناس على الانترنت. وفي الكويت الكل «فاضي» والكل على الإنترنت.

المهم، النقاش ابتدأه شخص كان في منتهى الغضب، سبب غضبه هو انه اكتشف ان هناك شخصا كويتيا يعمل مراقبا للعمال الاجانب الذين ينظفون – ومثل ما هو كاتبها – ينظفون مراحيض المدرسة. والغريب أن 99.%99 من الذين شاركوا في النقاش – وهم بالمناسبة كثر – انضموا الى الاخ الغاضب في الاستنكار.

الآن، لاحظ ان الوظيفة هي مراقب. والعمال الاجانب هم من يقومون بالعمل والتنظيف. وبحسب علمي، فالمراقب لا يعمل. والمراقب الكويتي لا يداوم اصلا. بل لو تمعنت في الوظيفة، لوجدت انها مختلقة اصلا. ليست وظيفة الكويتي وحده بل حتى وظائف العمال الاجانب. فدورات مياه المدرسة، او مراحيضها على قولة الكويتي الغاضب، لا تحتاج الى اكثر من شخص نشط للعناية بها. ولكن نحن في الكويت. كان لا بد من توظيف اكثر من عامل اجنبي من اجل خلق وظيفة «رئيس او تنديل» كويتي عليهم. علما بأنه حتى بافتراض وجود ضرورة لاكثر من عامل، فإن ناظر المدرسة وبقية العاملين في الادارة من الممكن ان يتولوا الاشراف عليهم. اذاً الوظيفة مختلقة فقط لاستيعاب الكويتي في قوة العمل.. ومع هذا، فإن الاخ غاضب ومعه كما قلت أغلبية ان لم يكن كل من شارك في النقاش.

نحن لدينا احتقار للعمل، ليس العمل المتدني او الرث، وليس العمل اليدوي فقط، كما كانت الحال قبل هيمنة الاستحواذ، بل – بكل اسف – اي عمل وحتى اي وظيفة ملزمة ولو كانت بلا عمل، كحال اخينا المراقب. الكويتي الآن يكره العمل جملة، بغض النظر عن نوعه واجره. فهو كويتي.. واقصى ما عليه «عمله» هو ان يوسع شليله او حضنه لتلقي «نون الحكومة».

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك