عدنان فرزات يكتب.. حطموها.. لأنها كانت تُعبد

زاوية الكتاب

كتب 733 مشاهدات 0

عدنان فرزات

القبس

حطموها.. لأنها كانت تُعبد

عدنان فرزات

 

هل يحدث أن تتألم على الحجر أكثر من البشر؟.. يبدو السؤال صعباً من الناحية الإنسانية، لذلك سوف أطرحه بشكل آخر: هل يحدث أن تتألم على بشر من أجل حجر؟.. الأمر ليس هذياناً، سأوضح الموضوع.

قبل ثلاثة أيام، انتشر مقطع فيديو لرجل اعتلى منصة تمثال تاريخي في أحد الأقطار العربية، وبيده، مطرقة وإزميل.. للوهلة الأولى ظننت أن الرجل فنان اكتشف أخطاء في التمثال وصعد ليصلحه، لكن مع الطرقات العشوائية وهجوم الناس عليه، تبين أن الرجل كان يحطم التمثال الذي يعود تاريخ نحته إلى عام 1898 من قبل النحات الفرنسي فرانسيس سان فيدال.

كان الرجل يتعرض للضرب المبرح من قبل الناس لثنيه عن فعلته، لذلك تساءلت في مقدمة هذه المقالة، على مَن نشفق، على الحجر التاريخي ذي القيمة الفنية، أم على إنسان كان ضحية لأفكار جعلته يتعرض لهذا الضرب.

مر المسلمون تاريخياً على الكثير من المدن الأثرية، التي تحتوي على تماثيل، ولم يتعرضوا لها بسوء، فتمثال بوذا في أفغانستان، حطمته حركة طالبان، والمدن الأثرية في سوريا والعراق حطمها «داعش»، وأنف «أبو الهول» في مصر حسب رواية للكاتب الراحل جمال الغيطاني سمعتها بنفسي حين ألقى محاضرة في مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي بشهر مارس من عام 2008 حول كتاب نادر جداً بعنوان «وصف مصر» يقتنيه عبدالكريم سعود البابطين، شقيق مؤسس المكتبة عبدالعزيز سعود البابطين، قال الغيطاني يومها إن الذي حطم أنف تمثال «أبو الهول» ليس مدفعية نابليون كما يتردد، بل إن شخصاً ادعى أنه رأى نفسه بالمنام أنه يقوم بتحطيم التمثال، فقام بتفسير حلمه على الواقع فحمل فأساً ونال من أنف التمثال.

عندما حطم نبينا إبراهيم عليه السلام الأصنام، فإن كتب التاريخ والفقه واضحة تماماً في هذا الموضوع، فقد قام بذلك لأنها كانت تُعبد من دون الله عز وجل، وكذلك فعل نبينا محمد عليه الصلاة والسلام للغرض نفسه، ولم تذكر المصادر – حسب اطلاعي – بأن تحطيمها كان لغرض آخر، وبإمكان أحد أن يزودني بمصادر تقول إن تحطيم الأصنام آنذاك كان لسبب آخر غير أنها تُعبد.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك