نحن بحاجة الى مواجهة الغلو ومخططات الارهاب ونزعات الاقصاء.. يطالب خالد الطراح
زاوية الكتابكتب ديسمبر 23, 2017, 11:47 م 731 مشاهدات 0
القبس
من الذاكرة- كاتدرائية سانت بول
خالد الطراح
شهدت كاتدرائية (كنيسة) القديس بولس، ومقر أسقف لندن، يوم الخميس 14 ديسمبر 2017، مشهداً إنسانياً تاريخياً لإحياء الذكرى الأولى لضحايا حريق برج غرينفيل GREENFELL Tower، الذي شهدته العاصمة البريطانية قبل ستة أشهر، بحضور رسمي، من بينهم رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، وحضور شعبي من كل الأديان إلى جانب ممثلي إدارة الإطفاء، خصوصا أعضاء الفريق الذي شارك في إخماد الحريق.
المشهد كان وطني الهدف، وديني المضمون، مزيجاً من التسامح والتلاحم بين معتنقي أديان سماوية، جمعتهم جنسية واحدة وهي الجنسية البريطانية تحت سقف كاتدرائية سانت بول التاريخية، حيث جلس المسيحيون والمسلمون صفا واحدا يتبادلون الدعاء بالرحمة لضحايا الحادث المأساوي والدعوة للمصابين منهم بالشفاء العاجل.
أنشد مجموعة من ابناء الضحايا من المسلمين تحت سقف كاتدرائية سانت بول نشيدا باللغة الانكليزية مؤثرا جدا من بينه «في كل حين إن شاء الله تجد طريقك.. التفت إلى الله في المحن…».
التجمّع الذي شمل أقارب وأصدقاء الضحايا كان تعبيرا وجدانيا صادقا في الذكرى الاولى لفاجعة بشرية حصدت ارواح ابرياء، لكنها جمعت معتنقي اديان مختلفة لتبادل الاحزان والتعبير عن الالفة التي برزت بعد الحادث بين اهالي الضحايا والحضور الذين حرصوا على تقاسم الأحزان في آن واحد.
الذكرى الاولى التي احتضنتها كاتدرائية سانت بول كانت بالفعل رمزا للتسامح والتلاحم الوطني الذي تحتاجه بلدان العالم في هذه المرحلة الممتلئة بالمفاجآت المفجعة والأحداث الارهابية التي تتستّر تحت عباءة الدين.
في الوطن العربي نحن بحاجة الى مواجهة الغلو ومخططات الارهاب ونزعات الاقصاء للمذاهب والأديان الاخرى، من خلال برامج وفعاليات تشارك فيها جميع الفئات العمرية وشرائح المجتمع تحت اسقف المساجد والكنائس والمعابد ومؤسسات المجتمع المدني والمراكز الثقافية، من اجل تعزيز حوار التسامح ونبذ العنف حتى نبلغ الغاية الكبرى في تجفيف منابع الغلو والتصدّي للتشدد وترسيخ حوار التسامح شعبيا ورسميا ايضا.
برنامج المناصحة الذي تتبناه وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية ينبغي ان يكون هدفا اجتماعيا وثقافيا ضمن فعاليات مفتوحة للجميع، تجعلنا جميعا شركاء في تحمُّل المسؤولية تحت أضواء إعلامية من أجل تصدير التسامح فنّاً وديناً ورسماً وشعراً.
تعليقات