الغرب والنظام الدولي... مصنع الإرهاب!.. هكذا يرى محمد العوضي
زاوية الكتابكتب ديسمبر 26, 2017, 11:53 م 861 مشاهدات 0
الراي
خواطر قلم- الغرب والنظام الدولي... مصنع الإرهاب!
محمد العوضي
استكمالاً لمقالي السابق «الخارجية الكويتية والإرهاب المحلي»، الذي بينّا فيه دور الكويت المتميز والرائد في استيعاب وتأهيل ودمج العائدين من مناطق النزاع بعد وأثناء محاكمة من يستحق منهم، وذلك في محاضرتي التي شاركت بها في ورشة وزارة الداخلية مشكورة.
اليوم نطرح الوجه الآخر للإشكالية، ألا وهو طرح السؤال المعاكس لمزيد من تكامل صورة الإشكالية ووعيها.
فدائماً يطرح السؤال:كيف ينظر النظام العالمي للمتطرفين والإرهابيين؟
ولكن أليس تأهيل من وسمناهم بالتطرف أو الإرهاب يقتضي البحث في السؤال المسكوت عنه والمهمل ليكون كالتالي: كيف ينظر المتهمون بالإرهاب إلى النظام العالمي أو الدولي؟
نجد أن الممارسات المدانة ذاتها والجرائم، وأحياناً طريقة التفكير الخاطئة التي توصم بها الكتل الإرهابية، يوجهها المتطرفون، بل ونخب كثيرة من مفكري الغرب والشرق إلى من اتهمهم بها!
مثلاً: يقتلون المدنيين، ويحتجزون الأبرياء، ويلغون عقولهم (شخصيات تنفذ الأوامر بلا تفكير). وهذا شأن الجنود في جيوش العالم، فالقيادة والدولة هما اللتان تفكران عنهم، إضافة إلى تعذيب البشر: غوانتانامو / بوغريب / سجون الديكتاتوريات والأنظمة الشمولية، والحرمان من المحاكمات العادلة. (نموذج كويتي 14 سنة دون محاكمة في غوانتانامو ثم براءته)، وسكوت العالم عن الإبادات والتشريد والمجازر أو برودة استجابته لها أو توظيفها لمصالحه سياسيا (براغماتية فظة وتحيز صارخ).
وغير ذلك من الاتهامات التي يقلب فيها الإرهابيون الطاولة على خصومهم بشواهد لا حصر لها في العالم العربي والإسلامي وما مأساة (الروهينغا) إلا أحد الشواهد الفاضحة لعالم ضال كما يصفه الكثير.
•• دراسة د.عزمي بشارة المعنونة: «في ما يسمى تطرفاً».
لاحظ أنه قال في ما يسمى«تطرفاً»!
ليخرج من الحسم في التشخيص والتحيز، فمن الذي يحدد التطرف؟
ويتطرق الدكتور بشارة في دراسته إلى مقارنة بين الصورة النمطية للإرهابي المعروفة، وبين لعبة الإعلام والنظام العالمي.
في بحثه المنشور بمجلة«سياسات عربية»، دورية محكمة تعنى بالعلوم السياسية والعلاقات الدولية والسياسات العامة / العدد 14 مايو 2015.
فعندما يكون الإرهابي أزرق العينين، أحمر البشرة، أشقر الشعر، يقود طائرة حربية ويقصف الأبرياء، فإن هذا لا يسمى تطرفاً!
النتيجة عند المتهمين بالإرهاب أن عدوهم إرهابي بامتياز، لكنه إرهاب دولة مبرر، وأحياناً مستحب!
وبهذه الممارسات الدولية، يتغذى الإرهاب ويتكرس ويبرر عند أصحابه، ولعل في اعتراف أميركا بأن 30 في المئة من أسباب تجنيد الإرهابيين في العالم يعود لوجود غوانتانامو خير شاهد على ما نقول.
فهل النظام الغربي مُبرّأ من صنع الإرهاب؟!
إن المعالجة الأمنية المبالغ فيها والخاطئة تزيد الإرهاب ولا تخففه، وهذا ما أثبتته دراسة«المعالجة القيمية لقضية التطرّف في المجتمع الكويتي» (مصفوفة القيم) التي أقرتها الدولة.
ولعل (نموذج) ع. م، الشاب الكويتي الذي كان في 17 من عمره حينما تعرض للأذى، خير شاهد ودليل صارخ.
فالشاب ينتمي إلى جماعة (التبليغ) السلمية، وهي ضد السياسة وممارساتها بما فيها المشروعة كالانتخابات.
وهي جماعة مرضي عنها سياسياً، لذا فإن الجماعات السياسية الإسلامية والجهادية والمشغولة بالعمل النقابي يرونها سلبية!
الشاب مشهود له بالرقة والخلق العالي. وبسبب إهانة الأميركان لمقدساته وشخصه وما رآه من معاملة مزرية قاسية، تحول إلى وحش يتعارك مع الأمن الأميركي ضرباً في زنزانته.
أعطوه إبرة هلوسة وعلقوه عارياً لأيام واستمر يهلوس ستة شهور، قبل أن يعود إلى الكويت ثم يهرب إلى العراق ويفجر نفسه في مجموعة من الجنود الأميركان!
دخل السجن مسالماً وخرج إرهابياً!
نعود للسؤال الجوهري، والذي من دون الاهتمام به والمصارحة في مواجهته، فإننا نشطر الحقيقة ونعطي الدواء الغلط لأن التشخيص ليس منقوصاً وإنما نكوس!
هل الغرب والمجتمع الدولي الذي ينادي بتأهيل العائدين العرب من مناطق الحروب والنزاع؟!
هل هو مؤهل للتأهيل؟
وكم نسبة الدول المؤهلة المستعدة التي تقبل إعادة وبناء شخصيات مواطنيها العائدين من مناطق النزاع لدمجهم في المجتمع؟
أسئلة مشروعة لها واقع بعين الجماهير التي اكتوت بنار الإرهاب وتجرعت آثاره، بل إن المتهمين بالإرهاب والإرهابيين والدارسين للظاهرة يفجرون هذه التساؤلات في وجوه من ينادي ويتصدر لتأهيلهم!
تعليقات