حول الاتجاه التركي إلى القارة السمراء .. يتحدث ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 1183 مشاهدات 0

ناصر المطيري

النهار

خارج التغطية- الاتجاه التركي إلى أفريقيا

ناصر المطيري

 

زيارة رسمية لافتة التي يقوم بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى السودان من حيث الأهداف الاقتصادية والأبعاد السياسية بالإضافة إلى توقيت الزيارة وما يحيطها من ظروف إقليمية.. هذه الزيارة للخرطوم ستقود أردوغان إلى ثلاث دول ضمن جولة افريقية تعكس اتجاها تركيا استراتيجيا نحو القارة السمراء.

ولتركيا حضور بارز تاريخياً في أهم دول القارة السمراء من الناحية الاستراتيجية، حيث سيطرت الخلافة العثمانية على دول الشمال بالإضافة إلى دول القرن الافريقي، فقد كانت كل من مصر وليبيا وتونس والجزائر وإريتريا والصومال والسودان تابعة لها في الفترة ما بين 1536م و 1912م، وكان ذلك يتم في إطار هيمنة الخلافة العثمانية على السواحل في البحرين الأبيض والأحمر، بعمق داخل أرض السودان حيث بعض منابع النيل، وبامتداد حتى الصومال جنوباً في تلك المنطقة المهمة من الناحية الاستراتيجية في القرن الافريقي، والتي سيطرت على المسارات التجارية قديماً.

وتجسد زيارات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المكوكية إلى دول أفريقيا التوجه السياسي التركي الذي يرى في القارة السمراء عمقاً استراتيجياً لتركيا ويعمل على تحقيق ذلك من خلال بناء شراكات متينة مع العديد من الدول التي تتمتع باقتصاديات ناشئة قوية وموقع جيوسياسي بارز.

والعنصر الزمني للزيارة في هذه الفترة له أهمية بالنسبة لأنقرة حيث تأتي بعد انعقاد قمة التعاون الاسلامي بشأن القدس التي احتضنتها اسطنبول الشهر الحالي حيث تحاول تركيا أن تلعب دورا قياديا في العالم الإسلامي، وقد أصبحت السياسة الخارجية التركية تنظر إلى العالم بوصفها دولة مركز وليس دولة أطراف، لذا فهي تريد أن تضطلع بدور محوري في السياسات الدولية، على محيطها الإقليمي في مناطق شرق المتوسط.

ومن هنا فإن توجّه تركيا نحو إفريقيا يدخل ضمن هذه السياسة كونها تحقق أهدافا سياسية في توسيع دائرة النفوذ التركي الدولي وأهدافا اقتصادية في إيجاد أسواق جديدة لتصدير البضائع التركية، وكذلك فهي تأخذ بعين الاعتبار حاجة شعوب تلك القارة إلى توجيه الطاقات والقدرات التي يمتلكونها في اتجاه العمل على استقرار تلك المنطقة المتّسمة بعدم الاستقرار منذ عقود طويلة.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك