مبارك الدويلة يكتب.. «حدس».. وحصاد 2017

زاوية الكتاب

كتب 1032 مشاهدات 0

مبارك فهد الدويلة

القبس

حصاد السنين- «حدس».. وحصاد 2017

مبارك الدويلة

 

كان عام 2017 قاسياً على أمة العرب عامة وأهل الخليج خاصة، ففي هذا العام حدثت أزمة الخليج الثانية وازدادت حدتها بين بعض دول الخليج من جهة وقطر من جهة أخرى، وتراجعت حظوظ حسم أزمة اليمن عسكرياً وسياسياً، وازداد الوجود العسكري الإيراني في العراق وسوريا، ورجحت كفة الحكم لهذين القطرين الكبيرين، وتحقق بذلك حلم الهلال الشيعي. وفي المقابل، تحجمت المقاومة السورية للنظام العلوي وتراجعت مكاسبها بشكل كبير، وتمكّن التوافق الأميركي – الروسي من تمكين موسكو من إيجاد قاعدتين عسكريتين كبيرتين على الأراضي السورية، ونجح «داعش» في إنجاز مهمته بتشويه الإسلام وتحجيم دور التيارات الإسلامية في المنطقة، وربط العمل الخيري الإسلامي بالإرهاب، وشيطنة الجماعات الإسلامية المعتدلة، وفسح المجال للجماعات الصوفية والجامية المروّضة. لذلك، شاهدنا من أوجد «داعش» يعلن نهايته والقضاء عليه!

وبما أن الحركة الدستورية الإسلامية (حدس) جزء من هذه الأمة، لذلك عانت من قسوة هذا العام، إلا أنها تمكنت من تجاوز بعض المطبات المصطنعة. فعلى المستوى المحلي، كانت هناك محاولات كثيرة لحث الحكومة في الكويت على شيطنة الحركة وربطها بالإرهاب، لولا وعي القيادة الحكومية وإدراكها لحقيقة الحركة ومنشأها ودوافعها، وقد كان للقاء الأخير الذي جمع قيادة الحركة مع مسؤولين في الدولة الأثر الطيب على كوادر الحركة، حيث تم التأكيد على سلامة خط سير الحركة وواقعيتها واعتدالها والثناء عليها، مما أغلق الباب على محاولات التشويه المستمرة لهذا التيار الوسطي!

من جهة أخرى، شاهدنا كيف تمت مكافأة الشباب الوطني الساعي إلى المحافظة على ثروات البلد بصدور حكم قضائي بسجنهم! واليوم، يقف عدد من رموز العمل السياسي والوطني خلف القضبان، بينما بقيتهم لاجئون في أرض الله الواسعة! ولكن يحدونا الأمل بعدالة محكمة التمييز لترفع الظلم عن المظلوم!

وفي هذا العام، تميزت الحركة الدستورية الإسلامية بأدائها تحت قبة البرلمان من خلال نوابها، وذلك بطرح أسلوب جديد في العمل البرلماني، وهو المعارضة المتزنة، البعيدة عن صيحات الحناجر العالية، ولكنها صارمة في رقابتها على أداء السلطة وتجاوزاتها، فكانت متعاونة في كل ما يساهم في تحسين أداء الحكومة، ويقلل من التوتر في العلاقة بين السلطتين، ويحقق المصلحة العامة، كما حدث في استجواب رئيس الحكومة، وكما حدث في جلسة الرياضة، حيث كان لموقف الحركة الأثر الكبير في إزالة الاحتقان السياسي. في المقابل، أيدت استجواب وزير الإعلام السابق وطرحت الثقة في وزير الدولة الأخير، وشاهد الجميع تأثير تحرك نواب الحركة تحت قبة البرلمان في إنجاح الاستجوابين، وهكذا تثبت الحركة أن مواقفها وفقاً لما تراه محققة للاستقرار السياسي وتصب في المصلحة العامة للوطن والمواطن. ولعل نظرة سريعة لحصاد اقتراحات نواب «حدس» ومواقفهم ندرك حقيقة ما نقول ونؤكده! حيث لم يتركوا شاردة ولا واردة فيها دعم للمواطن أو مصلحة للوطن إلا كانوا مع زملائهم في الطليعة.

انتهى عام 2017 بكل ما فيه من مرارة وصفحات أليمة، وها هو 2018 يحل علينا ويحدونا الأمل في أن يكون أفضل من سابقه، ولا نملك إلا العمل والانتظار لما يقدره الله تعالى علينا!

 

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك