ماضي الخميس: السنعوسي وزير للإعدام ويحذر المحيلبي من نهجه

زاوية الكتاب

كتب 526 مشاهدات 0


وزير الإعدام الكويتي! يستحق وزير الاعلام السابق محمد السنعوسي وبجدارة لقب وزير الاعدام الكويتي، وذلك لكثر ما حققه من انتهاكات وتقطيع بلا رحمة في جسد الاعلام الكويتي، واقصاء للكفاءات، ووضع اسس ومعايير ادت إلى وجود كوارث في اداء وزارة الاعلام، وجاء بفلسفات ونظريات من خياله طامعا وطامحا إلى وضع لمسة سنعوسية على مسيرة الاعلام الكويتي، وهو ما لم يتحقق، متخيلا انه يملك العصا السحرية لاصلاح الشرخ الكبير في جسد الاعلام الكويتي الذي لم يستقر على حال منذ ان تركه الشيخ سعود الناصر الصباح. عندما جاء الشيخ سعود الصباح إلى وزارة الاعلام عام 1992 كان يحمل رؤية تطويرية، سرعان ما استطاع ان يحقق جزءا كبيرا منها، واستطاع ان يفرض هيبته على الوزارة، وان يفتح المجال امام المبدعين الكويتيين كي ينطلقوا بأفكارهم ورؤاهم وطموحاتهم وتطلعاتهم من دون تدخلات تعطيلية منه، ومن دون ان يمارس ديكتاتورية وزارية مثلما يفعل او فعل معظم الوزراء في الحكومة الكويتية. وكان للشيخ سعود اخطاء، ولكنها لا تمثل شيئا بالمقارنة مع ما حققه من انجازات، او مع مقارنتها بالاخطاء التي ارتكبها وزراء الاعلام السابقون او الحاليون، ولاننا في بلد قائم على ضرورة اجادة الوزير لسياسة المجاملات وحسن التدبير، وارضاء الاطراف كافة وعلى رأسهم اعضاء مجلس الامة، حورب الشيخ سعود الصباح، وتم تصيد بعض الاخطاء التي وقعت من قبل بعض المسؤولين في الوزارة، وتم تضخيم هذه الاخطاء وتحويلها إلى قضية رأي عام، ولان الشيخ سعود لم يكن يجيد فن العلاقات العامة والابتسام وتوزيع الوعود مثل بعض الوزراء الحاليين، تم اسقاطه في الاستجواب، وراح الاعلام الكويتي ضحية هذه المؤامرة ضد الشيخ سعود، والتي صرنا نجني ثمارها اليوم، بالتخبط وعدم الاستقرار في اداء الاعلام الكويتي، وتغيير الوزراء كل عام. ان المشكلة الحقيقية التي يعاني منها الاعلام الكويتي تكمن في عقلية الوزراء المتغيرة، قرابة العشرة وزراء منذ التحرير حتى اليوم، كل منهم يسعى إلى تطبيق رؤيته ونظريته وتطلعاته بالقوة، وصارت وزارة الاعلام حقلا للتجارب يأتي كل وزير بمشرطه ليقوم بتجربة جراحية في جسد الاعلام الكويتي الممزق الذي بات مرتبكا ومتراجعا وموجوعا. ان وظيفة وزير الاعلام يا معالي الوزير لا تعني اطلاقا ان تستقبل في مكتبك الاعضاء، وتجاملهم بانجاز بعض المعاملات، او ان تقوم بزيارة مفاجأة ليوم البحار او ان تقوم بجولة اشرافية على استديوهات دولة الكويت. ان وزير اعلام دولة الكويت يجب ان يكون ذا نظرة اعلامية ثاقبة ومتطورة ومتطلعة إلى آفاق بعيدة جدا جدا، ويجب ان يكون مقدرا ان الكويت لديها العديد من القضايا التي تسعى إلى طرحها وترويجها عبر العالم، وان مهمة الوزير ان يحرص بشكل كبير على ابراز الكويت في المحافل العربية والدولية، وان يمتلك زمام المبادرة لذلك، لا ان ينتظر الاوامر من سمو رئيس الوزراء! ان الاعلام يا معالي الوزير مسؤولية مهمة وحساسة وخطيرة. والاكثر صعوبة انها متشعبة ومتعددة الاوجه والمسارات، وكي ينجح اي وزير في مهمته يجب ان يمتلك الاسس والادوات التي تؤهله للارتقاء والنمو بالاعلام الكويتي. هل يعلم معالي وزير الاعلام عدد الادارات التابعة له؟ هل يعرف ماذا يحدث في الاذاعة او التلفزيون او الاعلام الخارجي او ادارة الاعلان او المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب (المتهالك) او مجلة العربي (التي يظهر انها تحولت إلى مجلة سياسية بعد الحوار المثير مع دريد لحام) او مجلة الكويت او واو واو؟ انها قائمة طويلة يا معالي الوزير لا اعرف كيف ستتعامل معها. ان سياسة الاعدام التي مارسها السنعوسي، والتي اخشى ان يسير على نهجه بها الوزير الحالي بحق بعض المشاريع الاعلامية الكويتية او الكفاءات الاعلامية الكويتية وإقصائها يجب ان يكون لها حد، ويجب ان يكون من اولى اولويات الوزير الحالي ان يستقطب الكفاءات الكويتية القديرة التي تم اقصاؤها لاهواء وامزجة شخصية، ويجب على الوزير الحالي ان يحارب السكون، وينتفض على الوضع الراهن، والا يقبل بان يكون ضيف شرف على هذه الوزارة التي كانت مصدر فخر واعتزاز للكويتيين جميعا بما تحققه من انجازات وما تقوم به من انشطة. سيدي الوزير ... ارجوك قف وانظر إلى كرسيك... واسأله: أين من كانوا قبلي؟ واذا لم يجبك... انتظر مني الاجابة في سلسلة مقالات عن مأساة الاعلام الكويتي... ودمتم سالمين.
الراي

تعليقات

اكتب تعليقك