هل تصمد الكويت في موقفها الحيادي؟.. يتسائل مبارك الدويلة

زاوية الكتاب

كتب 1256 مشاهدات 0

مبارك فهد الدويلة

القبس

حصاد السنين- هل تصمد الكويت في موقفها الحيادي؟

مبارك الدويلة

 

‏أثبتت دورة الخليج لكرة القدم الأخيرة أن الشعب الكويتي يتعاطف مع كل شعوب الخليج من دون أن يجرح مشاعر أحد، خصوصاً إن كانوا من الأشقاء، كما أن لمؤتمر القمة الخليجي الأخير أيضاً تداعيات على هذا التعاطف، حيث ساء الشعب ما صاحب المؤتمر من خروج بعض الأصوات التي حاولت التأثير عليه، في الوقت الذي كان سمو الأمير يسعى بكل جهد ممكن لإنجاحه! وشاهدنا تقدير الشعب الكويتي لجهود صاحب السمو أمير البلاد في جمع الكلمة. لذلك، تعاطف الشعب مع من ساهم في تحقيق رغبة سموه، وهي – بلا شك – رغبة الشعوب الخليجية قاطبة في أن يروا دول الخليج صفاً واحداً تحت منظومة مجلس التعاون.

اليوم انتهى مؤتمر القمة، وانتهت دورة كأس الخليج، وانتهى اجتماع رؤساء البرلمانات الخليجية.. وكلها عقدت في الكويت، ولو عقدت في أي دولة خليجية طرف في الخلاف لما نجحت هذه اللقاءات ولما تحقق المرجو منها. لكنها حيادية الكويت التي جعلت منها بيتاً لكل هذه اللقاءات الأخوية.

اليوم كلنا نعلم أن الكويت محايدة في هذا النزاع؛ كي تتمكن من أن تلعب دور الوسيط، الذي تنتظر شعوب المنطقة أن تكون الانفراجة على يديه. لذلك شاهدنا كيف كان يتحرك سمو الأمير في رحلاته المكوكية ورحلات ممثليه بين دول الخلاف، كما شاهدنا كيف حاول، وما زال يحاول، البعض إفشال هذا الدور، وشاهدنا إصرار القيادة السياسية الكويتية على الحفاظ على تماسك دول الخليج تحت مظلة مجلس التعاون. لكن هل هذه الجهود الطيبة تكفي لرأب الصدع؟ هل ما زلنا نرى تطوراً إيجابياً في العلاقات أم تدهوراً سلبياً؟! هل ما زال الأمل موجوداً في لعب دور الوسيط أم أن الأمور تسير إلى المجهول؟

واضح أن البعض يريد أن يوجد قناعة عندنا في الكويت بأن الوساطة ذهبت إلى غير رجعة (!) وأن الموقف الحيادي لا مبرر له بعد اليوم، وأن على الكويت أن تحدد موقفها: مع أو ضد،

أمّا نحن كشعب كويتي فنعتقد أن حياديتنا هي سبب قوتنا ودليل مصداقيتنا، وأن أي تحول عن هذا الموقف يعني تأصيل مبدأ جديد وخطير في العلاقات السياسية. نعم، قد نعاني قليلاً من الأقلام المأجورة والإعلام الموجه، وقد نتضرر على المستوى الرسمي داخل بعض المحافل الإقليمية، لكن ستبقى جبهتنا الداخلية محصنة، وسنكسب تقدير شعوب الخليج كافة، وسنحوز احترام الإعلام النزيه.

انتظروا المزيد من التصعيد في العلاقات بين دول الخلاف، وانتظروا المزيد من التحريض على الكويت بسبب حياديتها، لكن أيضاً ليعلم الجميع أننا واثقون من الصبر والثبات الكويتي في الموقف الحيادي، ولنصبر ونحتسب.

 

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك