«كيكة» الطلاق.. بقلم عدنان فرزات

القبس

«كيكة» الطلاق

عدنان فرزات

 

 

لم أشعر بالدهشة من خبر نشره موقع إحدى القنوات التلفزيونية الشهيرة، يفيد بأن امرأة أقامت حفلاً بمناسبة طلاقها، وسبب عدم الدهشة هو أن صديقاً لي موثوقاً به أخبرني بقصة مشابهة لزميلته في العمل دعته وعدد من الموظفين إلى حفل عشاء في أحد المطاعم، وفوجئوا بعد قليل من جلوسهم على الطاولة بقالب «كيك» يحضره النادل، فظن الجميع أنه عيد ميلادها، لتخبرهم بأعصاب باردة بأن المناسبة هي طلاقها.

على الرغم من أن الموقف غير إنساني، ومؤلم اجتماعياً، فإنه موقف صريح وجريء ربما إلى حد ما، خصوصاً موقف المرأة التي نشرت صورها مع طفلها وعائلتها، وبررت طلبها للطلاق بأن طليقها كان يقيم علاقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وبصراحة ليس معه حق في ذلك، فحسب صورة الفتاة فهي تبدو جميلة بالمكياج، وربما للطليق رأي آخر لأنه كان يراها من دون مكياج، أو لأن عينه زايغة مثل الكثير من الرجال، إلا أن الفرق بينه وبينهم أنه كان مهملاً بمسألة الباسوورد – كما يبدو – الأمر الذي أتاح للزوجة الدخول إلى صفحته أو صفحاته في مواقع التواصل واكتشاف أمره.

المرأة التي نشرت وقائع حفل طلاقها، كانت ضحكتها توحي بسعادة حقيقية، ولا يبدو أنها أقامت الحفل على سبيل «الجكر» بالطليق، فحتى المدعوون كانوا سعداء، ولكن ربما سعادتهم ناجمة عن التهامهم لقالب «الكيك» المزين بقطع الفاكهة وبثلاث حبات من الجوز غير متجانسة مع بقية المكونات، وأود لفت نظر المدعوين إلى أن القالب يبدو مغشوشاً، لأنه منسق بشكل عشوائي، ولونه شاحب يلائم حفلة طلاق فعلاً وليس حفلة زواج.

حقيقة، فإن أكثر ما آلمني منظر الولد الصغير الذي لا يتعدى عمره الأعوام الثلاثة، فهو الوحيد بين المدعوين الذي تبدو ضحكته صادقة، ولكنها مؤلمة جداً، فأي مصير ناقص ينتظره أمام الأسباب السخيفة التي عددتها المرأة عن طلاقها. صحيح أن الشعور مؤلم لزوجة تعثر على علاقات «إلكترونية» لزوجها، ولكن من خلال كلام هذه المرأة، بدا واضحاً أنها لم تجرب نصح زوجها أو استمالته إليها، لسبب كونها تقول إن مدة الزواج أكثر من شهر بقليل، أي أن «العسل» لم يخلص بعد، وكان يفترض بها أن تعالج الأمر بحكمة، وفي حال استحال الأمر، فلا لوم عليها.

بكل الأحوال الأمر لم يدهشني، والذي أدهشني أكثر هو مقتل مغني الراب الداعشي أبو طلحة الألماني في قرية نائية من قرى دير الزور السورية اسمها غرانيج..!