دعوا الحكم للناس.. يطالب عبد اللطيف الدعيج

القبس

دعوا الحكم للناس

عبد اللطيف الدعيج

 

أعتقد أنني كتبت عن جيري لويس، بس راح أكتب مرة ثانية اليوم، وربما مرات قادمة، طالما أن هذا حالنا اليوم، وطالما أن صَمَخ عمنا، على ما يبدو، دائما.

جيري لويس، غير جيري لويس، الممثل الكوميدي الذي توفي قبل شهور. جيري لويسنا اليوم، هو الذي تصفه موسوعة ويكيبيديا، بأنه أحد رواد موسيقى «الروك والرول». وقد كان المغني رقم واحد بوجود الملك «الفيس بريسلي» وفرقة «البيتلز» الإنكليزية كمنافسين شرسين. لويس.. كان الأعظم والأشهر حتى تزوج من ابنة عمه البالغة من العمر ثلاث عشرة سنة فقط. جمهور ومحبو «الروك ان رول» الذين كانوا يوصفون بالمنحلين والفاسقين من قبل معارضي العصرنة في ذلك الوقت، ثاروا لأجل الطفلة «المغتصبة» أو المغرر بها في نظرهم، رغم أن كل ذلك كان خيارها ورغبتها الخاصة، وقرروا مقاطعة مطرب عصره وفنان زمانه. وفعلا هوى جيري لويس إلى الحضيض. وحسب «ويكيبيديا» أيضا، انتهت به الحال من عشرة آلاف بالليلة للحفلة إلى 250 دولارا فقط في الليلة في بارات ونوادي نيويورك.

الجمهور.. الناس أنهوا مستقبل ملك «الروك والرول» الحقيقي. لا جلال الدين، ولا هراوات الداخلية، ولا حتى أحكام القضاء. الناس وحدهم تولوا أمر جيري لويس، وعاقبوه بما يعتقدون أنه يستحقه. ولمن يريد الاستزادة، عليه بمتابعة فيلم من بطولة دنيس كويد، باسم «كرات اللهب الرائعة»، وحسب ترجمة غوغل كرات اللهب الكبيرة.

لم أورد هذه القصة لأني من معجبي جيري لويس، أو «الروك ان رول»، لكني أوردها تعليقا أو بمناسبة إشاعة قيام السلطات هنا، أو جلال الدين، بمنع بعض الفنانين من الغناء في {هلا فبراير} وذلك لقيامهم بإعادة تغريدة اعتبرها البعض إساءة لوزير حكومي. على الطريقة المصرية «واحنا ما لنا».. وزير، وتم شتمه حسب الادعاء، من المفروض أن يتولى هو الرد أو اتخاذ الإجراءات القضائية المناسبة. لكن لماذا تتدخل السلطات وتحرم آلاف المعجبين والمتابعين من الاستمتاع بغناء من يهوون؟!

الناس هم من المفروض أن يحكموا في هذه الأحوال وفي الواقع في كل الأحوال، فهم الأمة، وهم أصحاب السلطة، وليست وزارة الإعلام، ولا حتى مجلس الوزراء. ولو تركت السلطات الأمر للناس فلربما قاطعوا المطربين، ولربما تولى منظمو الحفلات إلغاءها طلبا للسلامة، كما جرى لبعض الفنانين، مثل صاحبنا جيري لويس.