عدنان فرزات يكتب.. جعفر وزوجته.. وطفلة مثقفة

زاوية الكتاب

كتب 993 مشاهدات 0

عدنان فرزات

القبس

جعفر وزوجته.. وطفلة مثقفة

عدنان فرزات

 

هل من الجيد أم من الممل في ما لو كان للزوجين الاهتمامات نفسها، أو يعملان في مكان وظيفي واحد؟ ليس لدي إجابة لأنني لم أجرب، ولكن من خلال الأشخاص الذين التقيت بهم في حياتي، وكان لهم اهتمامات مشتركة أو مكان عمل واحد، وجدت أنهم سعداء. وتحليل الأمر متروك للمتخصصين في علم الاجتماع والجغرافيا، وهذه الثانية تتعلق بـ «التأثيرات المناخية» حين تجمع الجغرافيا والمسافات شخصين في البيت والعمل، هل سيكون الجو بينهما عاصفا أم معتدلا والرؤية جيدة؟

في رابطة الأدباء الكويتيين توجد حالة متميزة لزوج شاعر هو جعفر الحجاوي، وزوجته كاتبة قصص الأطفال والناشطة ثقافياً أسماء الإبراهيم، وابنتهما سلمى التي تخطت عامها الأول بقليل. هذا الزوجان لا يتركان مناسبة ثقافية إلا ويشاركان بها، وإلى هنا فالأمر طبيعي، ولكن اللافت أن طفلتهما تحضر معهما كل الأنشطة، فيبدو المشهد نادراً، الأم ممسكة بالميكرفون بيد وبرضاعة الحليب باليد الأخرى، وأحياناً ترشوها بموز مهروس، والأب يلقي الشعر. في بعض المرات تضوج الطفلة وتعصب – ربما بسبب بعض الشعراء أو القصاصين – فتتذمر وتبدأ بإصدار أصوات الاحتجاجات، وفي حال كان الأبوان يتحدثان، فتتبرع إحدى الحاضرات بحمل الطفلة والخروج بها من القاعة.

يوم الاثنين الفائت، كانت هناك مناقشة برابطة الأدباء لرواية أصدرتها الكاتبة مريم الموسوي بعنوان «مقهى البسطاء»، وكنت شديد التركيز على المناقشة، لأن الرواية مدهشة بلغتها التي مزجت بين الشاعرية والسرد، وعندما جاء دوري للحديث عن الرواية، بدأت الطفلة سلمى وصلتها في «المكاغاة»، بالمقعد الذي ورائي مباشرة، ولم أفهم لغتها هل هي احتجاج على كلامي أم إعجاب به؟ وعندما جاء دور والدتها بالتحدث، كانت الطفلة تضع فمها عند الميكروفون و«تبدي رأيها» أيضاً مقاطعة أمها التي أحضرت لها كل محتويات ثلاجة منزلهم كما يبدو، ولكن مع ذلك كانت الطفلة تلتهم الموز والحليب ثم «تعبر عن رأيها».

الجميل في الأمر أن لا احد يتضايق من سلمى، حتى مريم الموسوي صاحبة الرواية التي كانت تبتسم رغم أن «أم سلمى» كانت تنتقد الرواية، وابنتها تشوش بالميكروفون، إلا أن ثقة مريم بروايتها كانت عجيبة، وبصراحة معها حق، فالرواية مدهشة بلغتها الشجية، وهذا ما أكده المتحدثان الرئيسيان بالندوة الشاعران: سالم الرميضي وعبدالله العنزي والمتحدثة من الجمهور نجود الحساوي وغيرهم.

الرواية ليست هي الأولى للكاتبة مريم الموسوي، ولكن هي الأكثر قوة، بدليل أن سلمى كانت سعيدة ومبتسمة بعد انتهاء المناقشة.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك