في سورية يحضر الجميع.. ويغيب العرب.. هكذا يرى ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 837 مشاهدات 0

ناصر المطيري

النهار

خارج التغطية-في سورية يحضر الجميع.. ويغيب العرب

ناصر المطيري

 

 

خطفت العملية العسكرية التركية ضد الوحدات الكردية في شمال سورية الأضواء من الأحداث الدموية والقصف المستمر للقوات السورية والروسية على مناطق ادلب والغوطة وتفاقم الوضع الإنساني هناك، المشهد السياسي انتقل واتجهت عدسات الاعلام والاهتمام الدولي إلى ما يجري في عفرين وما سوف يترتب من ترتيبات دولية وإقليمية لتقاسم النفوذ في سورية في غيبة كاملة لأي سيطرة لنظام دمشق على الأرض. فقد أصبحت سورية عبارة عن مناطق نفوذ مدعومة بقوات عسكرية تابعة لكل من روسيا وأميركا وتركيا وإيران، ولكن ضمن مُسمى الدولة السورية، التي تحولت عملياً من دولة مركزية إلى دولة مهترئة مفتقدة للسيادة، علماً أن الوضع النهائي مازال قيد التشكيل، ولكن تبقى الحقيقة أنه عندما تتحول أية دولة مركزية إلى أية صفة أخرى، فإن ذلك يعني عملياً التقسيم، حتى لو لم يتم إعلان ذلك رسمياً.

القوات الروسية لن تنسحب من سورية في المدى المنظور، وأميركا أعلنت أخيراً، أن عملياتها العسكرية في سورية مستمرة وتريد أن يكون لها تواجد لضمان عدم عودة داعش، وللحد من تمدد النفوذ الإيراني. أساس الموقف الروسي هو رغبة روسيا في البقاء في سورية لأمد طويل جداً، وبالتالي أهمية تفصيل الوضع الداخلي في سورية على مقاس الأهداف الروسية، في حين أن أساس الموقف الأميركي هو مصالح أميركا الإقليمية، والتي تُعتَبر سورية جزءاً منها، وليس اللاعب الوحيد فيها.

الوجود الروسي والأميركي على الأرض السورية هو الأهم والأكثر تأثيراً في مستقبل سورية، وهذا الوجود يبقى بعيداً عن التنافس، ويعكس وجود تنسيق مستمر بين الفريقين، واعتراف متبادل بحق كليهما في الوجود على الأرض السورية، وبالتالي احتراماً متبادلاً من كل فريق لمصالح الفريق الآخر من وراء ذلك الوجود.

إيران لها موطئ قدم ذو تأثير في سورية وهي حليف مساند للنظام السوري ولها مصالح كبيرة تتعاون مع حزب الله في تكريسها..

كلهم حاضرون على الأرض السورية العربية فيما عدا العرب، لا وجود ولا تأثير ولا نفوذ، مسرح الصراع في سورية أبطاله أطراف اقليمية ودولية فيما يجلس العرب على مقاعد المتفرجين بانتظار ما سيقرره الروس والأميركان والإيرانيون والأتراك بشأن مصير سورية، تغيب عن المشهد عواصم القرار العربي الكبرى مثل القاهرة أو الرياض أو بغداد وكلها منهمكة بمعاركها الإقليمية والداخلية ولم تعد معنية بالصراع في سورية، بل حتى جامعة الدول العربية إن حضرت لا تعد وإن غابت لا تفتقد.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك