عبد اللطيف الدعيج يكتب.. لنضع محاذير لا عراقيل

زاوية الكتاب

كتب 1194 مشاهدات 0

عبد اللطيف الدعيج

القبس

لنضع محاذير لا عراقيل

عبد اللطيف الدعيج

 

 

استمتعت واستفدت أيضا من اللقاء، الذي أجرته وبثته قناة «المجلس» مع بعض المختصين الاقتصاديين، للتعريف بمشروع تطوير الجزر الكويتية. رغم ان اللقاء ساده الكثير من الحذر، وسيطر عليه التشاؤم من امكانية تنفيذ المشروع. وهو ما يتعارض مع قناعتي لأني اعتقد ان المطلوب ان نلقي بكل ثقلنا، وبعدِّنا وعتادنا لتنفيذ مثل هذا المشروع، لأن الحذر والتشكيك اللذين هيمنا على الساحة السياسية ساهما في قبر الكثير من المشاريع الحيوية، التي كان من الممكن لها ان تغير كثيرا من وجه الكويت، بل ربما تاريخها، مثل مشروع تطوير حقول الشمال ومشروع الكيماويات.

اعتقد ان علينا ان ننظر بجدية الى التحفظات او المحاذير المطروحة. لكن، لنأخذها بعين الاعتبار، لا لأن نجعل منها سببا لقبر المشروع، كما حدث مع ما سبقه من مشاريع. يجب ان يكون هناك اعتراض، ويجب ان تكون هناك فسحة للتروي والتأمل، لكن بعين الناقد ويد المصلح، وليس بهمة المعوق ونفس الحاسد وعاشق الإحباط. ترددنا كثيرا وخسرنا كثيرا، وقد كلفنا التردد والتشكيك الكثير.

مع هذا الحماس الجدي للمشروع، تبقى لي تحفظاتي ايضا وتشاؤمي الخاص، لكن بعيدا عن الاقتصاد وعن امكانية التنفيذ، فالمشروع يستهدف تنويع الدخل الكويتي، وخلق ايرادات وطنية بديلة، او بالاحرى رديفة للنفط.

دخلنا النفطي كاف ويزيد ولا جدال ولا إشكال في ذلك، الإشكال يكمن في ان احدا من «نتائج» وإفرازات المجتمع الريعي لا يريد ان يعمل، وهنا الإشكال، وهذا ما يجب ان يعالج بالتحديد. فمشروع تطوير الجزر بحاجة الى من يشغله ويعمل به ويشرف عليه. وإذا كنا سنستورد العمالة الاجنبية، فنية او رثة، لإدارة وتنفيذ وتشغيل المشروع وملحقاته، فلا طبنا ولا غدا الشر. فهذا سيغطي مشكلة أحادية الدخل الوطني، ويؤمن ايرادات للميزانية غير ايرادات النفط، لكنه لن يحل إشكال البطالة الكويتية، ولن يعالج معضلة آلاف الخريجين الكويتيين الذين يتكدسون بلا عمل سنويا. وبالتالي لن ينقذ البلد من الإفلاس.

لهذا أرى ان قناة «المجلس» او غيرها مدعوة الى مناقشة المعوقات والمحفزات الاجتماعية للمشروع. فمن السهل تغيير القوانين او توفير التمويل للمشروع، ولكن سيكون صعبا، وربما حتى مستحيلا، إقناع الكويتيين بالعمل فيه.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك