هادي بن عايض يكتب.. الكويت وإعمار العراق

زاوية الكتاب

كتب 873 مشاهدات 0

هادي بن عايض

الانباء

مقام ومقال- الكويت وإعمار العراق

هادي بن عايض

 

يدرك المتابع للنظام السياسي الكويتي مدى رصانة وحكمة سياسته الخارجية في ظل ظروف استثنائية تمر بها منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص والعالم بوجه عام، وبالتالي صعوبة التنبؤ بالأحداث من جانب وطبيعة المواقف للدول من جانب آخر وخصوصا بعد التحولات الجذرية وغير المتوقعة لعدد من الأنظمة السياسية والتحالفات المتغيرة بصورة تنعدم معها الرؤية للمشهد من جميع جوانبه.. السياسة الخارجية للكويت لم تشهد تحولا مفاجئا إنما إرث سياسي منذ وجود صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد على رأس الهرم في وزارة الخارجية لمدة زمنية استطاع من خلالها رسم خطوط عريضة بل ودقيقة للمواقف الكويتية تجاه الأحداث والدول المختلفة.. ففي الوقت الذي ينشغل سموه بمتابعة الشأن الخليجي ويعكف على تقليص الهوة وتهدئة حدة الخلاف بين الدول الخليجية تستضيف الكويت مؤتمر إعادة إعمار العراق، وهنا نجد أحد الدروس في التسامح والتسامي على الجراح من جانب والنظرة الثاقبة سياسيا من جانب آخر، حيث يعتبر استقرار العراق ضمانا لأمن المنطقة ودعما رئيسا لحل الخلافات في أقطار عربية أخرى منها سورية واليمن... ويجب التنويه الى ان هذه الخطوة ليست الأولى في السياسة الخارجية الكويتية التي تثبت نجاحها واتزانها، حيث استطاعت التعامل مع نتائج الغزو العراقي للكويت بحكمة وذكاء حينما استطاعت تحويل ما يسمى بدول الضد آنذاك الى دول ترتبط بعلاقات مميزة بالكويت بعيدا عن تركات ومواقف الماضي لينتهي هذا المسمى الى الأبد.

المنطقة العربية تحديدا بحاجة الى تنظيم مثل هذه المؤتمرات والمساهمة فيها من أجل إنجاحها ولمنع تدهور العلاقات الثنائية المستمر.. وليكن العراق هو نقطة الانطلاق نحو عالم عربي متماسك ومترابط بمصالح اقتصادية وثيقة من شأنها توجيه دفة العمل السياسي الى المصالح المشتركة، وبالتالي تلاشي الصراعات التي تنشأ عادة نتيجة عمل كل طرف منفردا لتحقيق مصالحه التي تتعارض حتما مع أطراف عربية أخرى.. وان كان المثل يقول: «لن يصلح العطار ما أفسد الدهر» إلا اننا في الكويت ونحن نرحب بضيوفنا في مؤتمر إعادة إعمار العراق نقول للجميع: بحكمة سمو الأمير وبسياستنا الخارجية الرصينة تستطيع الكويت إصلاح ما أفسده الدهر ليكون المستقبل أجمل. هذا ودمتم.

الانباء

تعليقات

اكتب تعليقك