الطائفية ممقوتة ومذمومة عندما تكون مرجعاً أو معياراً للتقييم.. برأي مبارك الدويلة

زاوية الكتاب

كتب 867 مشاهدات 0

عبد اللطيف الدعيج

القبس

حصاد السنين- «طائفية» الشيخ أحمد

مبارك الدويلة

 

الطائفية ممقوتة ومذمومة عندما تكون مرجعاً أو معياراً للتقييم، وفي الكويت تكون الطائفية أكثر خطورة لصغر حجم المجتمع وقلة عدد سكانه وتباين مذاهبهم وتوجهاتهم الفكرية والسياسية!

كنت ممن أكرمه الله بالحضور لساحة الارادة في تلك الليلة، مشاركة لذوي المعتقلين بهمومهم وتعاطفاً مع قضيتهم العادلة، واستمعت الى كلمة النائب المعتقل جمعان الحربش، التي تلاها النائب الحر عبدالله فهاد، ثم كلمة نارية من النائب السابق فيصل اليحيى، ثم جاء دور الشيخ المبجل أحمد القطان كأحد ذوي المعتقلين ليدلي بدلوه، وقد كان خرج من العناية الفائقة مؤخرا في مستشفى مبارك، وكانت الخاتمة بكلمة الرئيس الرمز أحمد السعدون!

حتى مغادرتي للحفل كانت الامور طبيعية، ولم نشعر بأي أمرٍ جلل حدث في تلك الليلة، الا أننا تفاجأنا في الصباح بهجوم غير مسبوق على كلمة الشيخ أحمد يصفها بالطائفية واثارة الفتنة، ونظرة سريعة لبعض المعترضين وجدنا تلك المجموعة التي لم تبدِ رأياً في قضية دخول المجلس منذ صدور حكم الاستئناف، فكأنها وجدتها فرصة للتعبير عن موقفها المخزي بشكل أقل خزياً، بل انها نفس المجموعة في مجلس الامة التي كان لها تصالح مع الحكومة وتعاون وتنسيق منذ أكثر من عشر سنوات.. وليس هذا عيباً، بل المعيب أن يصاحب ذلك سكوت عن التجاوز والمتجاوزين لاستمرار هذا التعاون الذي كانت خاتمته توزيع بعض لجان المجلس الاخيرة! مجموعة اخرى من المعترضين على كلمة الشيخ احمد، وهم المرتبطون بأجنداتهم الخاصة، حيث أثار الشيخ في كلمته موضوع تفجير المقاهي واختطاف الطائرات وذكّر الناس بهما كما أثار الشيخ موضوع بعض الرموز البرلمانية والاعلامية التي تغادر الكويت لشتم الدولة وتحريض الدول الاخرى عليها، كل هؤلاء أوجعهم الشيخ في كلمته، ونفض عن ذاكرة الناس الغبار لتعريتهم، فلم يجدوا غير اثارة النعرة الطائفية واختيار عبارة ذكرها الشيخ لتصويب سهامهم المسمومة عليه، وكلنا يعرف مقصد الشيخ من هذه العبارة، وانه كان للتذكير والمقارنة! وبما إننا جئنا بذكر المقارنة فقد لفت انتباهي تلك المفارقة العجيبة، فقد رفضوا مقارنة الشيخ بين ضحايا مسجد الصادق وضحايا حكم الاستئناف، بينما هم أنفسهم من طالب بضم مجرمي خلية العبدلي بقانون العفو المقدم للمعتقلين في قضية دخول مجلس الامة! وكلنا يعرف الفرق بين من كسر باباً خشبياً وبين من خزّن هذا الكم من الأسلحة!

الوحيد الذي استوقفني تصريحه هو النائب المحترم راكان النصف، حيث استنكر كلمة الشيخ وسار مع موجة المعترضين، لكنه ذكّره بأنه كان نجماً في احدى القنوات ولو طبقنا محذور النائب وطالبنا كل الشرفاء بألا يكون لهم ظهور اعلامي الا في قناة أو جريدة يتمتع صاحبها بالنزاهة وبياض اليد، لضيقنا واسعاً ولأصبح الساسة ورجال الفكر والمشايخ جالسين في بيوتهم يكتفون بالتغريد!

* * *

تغريدة أعجبتني للدكتور عبيد الوسمي: «تحتجز أميركا أكثر من 350 مليار دولار لسياسيين عراقيين باعتبارها متحصلة بشكل غير مشروع من العراق، لذلك لا يوجد مبرر لطلب عقد مؤتمر في الكويت لإعمار العراق، فالأمر بسيط: تعاد الاموال العراقية المسروقة للعراق بإشراف الامم المتحدة لغرض اعادة اعماره دون حاجة لهذه المؤتمرات..».

 

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك