أتوقع أننا في الكويت ممكن أن نتفوق في فنون النصب وربما نتربع على عرش المرتبة الأولى في العالم.. برأي خالد الطراح

زاوية الكتاب

كتب 1147 مشاهدات 0

خالد الطراح

القبس

من الذاكرة- فساد ونصب ثقافي!

خالد الطراح

 

عرفنا الفساد في الميدانين الإداري والمالي حتى أصبح، للأسف، أمرا اعتياديا لصيقا بتاريخ الدولة، على الرغم من عدد وحجم الأجهزة الرقابية، لكن هناك متخصصين من ذوي المهارات التخريبية في الالتفاف على القوانين وزرع الألغام في أرحام قرارات الحكومة، تحسبا لأي مساءلة محتملة!

حين تستشري آفة الفساد في معظم مفاصل الدولة، لا بد أن تتطور أساليب الفساد لتجتاح ميادين جديدة من خلال نوافذ شبه قانونية، حيث نعيش اليوم مرحلة الفساد والنصب الثقافي دون أن تعي العديد من الجهات الحكومية هذه الظاهرة، بل على العكس تماما تقام أحيانا احتفاليات النصب برعاية رسمية وبتمثيل متفاوت!

هناك نافذة للنصب تتمثل في تبني بعض الأفراد أفكارا مبطنة بالاحتيال، من خلال تكريم شخصيات ذات عطاء وتاريخ، ومنحها «قطعة حديدية» في أي مكان وزمان، وهو أفضل وصف توصَّل له صديق دقيق الملاحظة!

ماذا يجني أصحاب «القطعة الحديدية؟»

ببساطة يتكسب هؤلاء من خلال نافذة التكريم أموالا لا طائل لها، فهؤلاء لا يهرولون نحو غاية التقدير بقدر التكسب من وراء ما يسمى باحتفالية التكريم التي تجذب أحيانا ضوءا إعلاميا، فالمخطط يبدأ في اختيار شخصية لها وزن اجتماعي وثقافي، ومن ثم مباشرة الحصول على رعاية ذهبية وفضية وبلاتينية من شركات وجهات تجارية، وأحيانا رسمية لإعلان أو بيان صحافي أو حفل مصطنع، حتى لو كان على ركن رصيف، حتى لا يتكبد صاحب الفكرة الفذ أي مصروفات سوى قيمة «القطعة الحديدية» التي لا تتعدى قيمتها بضعة دنانير!

من وسائل النصب أيضا تملك صحف تحمل أسماء لا يعرفها اثنان، وليس لها وجود بين الصحف اليومية والمجلات المحلية، فهي تصدر كل ستة أشهر، حتى لا يتم سحب الترخيص، ولكن يتزامن الصدور مع نشر التهاني أو تكريم مفتعل لشخصيات مختارة قادرة على جذب الرعاية التي يمكن أن تدر مردودا ماليا يغطي عددا بسيطا من الإصدار المحدود ويستفيد منها صاحب الترخيص لسنوات طويلة!

من الحكايات الغريبة لأمثال هؤلاء أن هناك من يحرص على حمل عدد كاف من «القطع الحديدية» في سيارته، حتى يباشر مهمة التوزيع كلما حضر تجمعا، حتى لو كان بعدد متواضع، بشرط أن يكون جاذبا!

في هذا السياق، استذكرت دراسة لباحث بريطاني بعنوان «هيمنة اللصوص» وهو مصطلح يوناني يعني KLEPTOCRACY (كيلبتكراسي).

THE RULING OF THIEVES تتناول أساليب النصب والفساد في العالم.

أتوقع أننا في الكويت ممكن أن نتفوق في فنون النصب وربما نتربع على عرش المرتبة الأولى في العالم بلا منافس، ففساد اليوم ثقافي وعلمي أيضا.

أخشى أن يأتي يوم نشهد فيه جوائز للفساد الإبداعي!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك