وضعنا المتردي طبيعياً وبالتأكيد نسير الى الهاوية.. هكذا يرى زياد البغدادي

زاوية الكتاب

كتب 1130 مشاهدات 0

زياد البغدادي

النهار

زوايا- كتابنا.. وكتابكم

زياد البغدادي

 

 

قبل خمسة شهور اتخذت قرارا بالاستقالة رغبة في تغيير مسار حياتي العملية بعد محاولات عدة استمرت لاحد عشر عاما باءت جميعها بالفشل لجعل بيئة العمل مناسبة لي، اتخذت القرار بعد دراسة عميقة وتجهيزات دقيقة لما يترتب على مثل هذا القرار من تبعات ستكون مؤثرة وشديدة الحساسية على حياتي الاسرية والاجتماعية.

بعد أيام أتم الشهر الرابع وانا مسجل بديوان الخدمة المدنية الذي كنت اعتقد انني امثل له اولوية في توظيفي نظرا لانني رب لاسرة وامتلك الشهادة الجامعية ولدي من الخبرة الكافية التي تؤهلني للعمل في اي وظيفة إدارية، ولا اعلم لماذا يصر الديوان على ترشيحي بناء على شهادتي الجامعية على الرغم من انني املك الخبرة العملية لوظيفة لا تتعلق بتخصصي الجامعي. ما علينا «كيفهم».

لم تكن الخمسة أشهر الماضية يسيرة بل هي كانت بمثابة اختبار قاسٍ وتجربة مريرة تعلمت منها الكثير الا انني أقر بانني متألم جدا كيف للدولة أن تتعامل مع من في وضعي بهذا الاستخفاف واللامبالاة فمنذ ترشحي للعمل في منتصف شهر ديسمبر وأنا اتابع الإجراءات الادارية المستمرة حتى يومنا هذا من خلال مراسلات سخيفة بين الديوان والجهات الحكومية، فقد احتاج ديوان الخدمة المدنية الى 14 يوما تقريبا حتى يرسل كتابا لجهة عملي الجديدة يطلب فيه اخر تقييمين ومعلومات عن آخر درجة وظيفية والعلاوات التي كنت اتقاضاها في جهة عملي السابقة، مع العلم أنني كنت اعمل في جهة حكومية ومن المفترض ان الديوان مرتبط معها فيما يتعلق بالدرجات والعلاوات والتقاييم ايضا.

ومع ذلك بدأ الكتاب في دخوله للدورة المستندية العقيمة، والمؤلم حقا في هذا الموضوع ان للواسطة دوراً كبيراً في انهاء الموضوع في اسبوع وان لم تكن تملك تلك الواسطة فانت ستكون تحت رحمة الموظف والمسؤول الذي لن يجد في تأخير كتابك لاسبوعين بل حتى ثلاثة اسابيع دون أدنى احساس بالمسؤولية، ويعاتبني أحد الاصدقاء بانني للتو اعلم بهذا الوضع، إذ وجدني ساذجا غارقاً في احلام وردية لا تمت للواقع بصلة وان معاملتي لن تسير بيسر وسرعة من غير واسطة مهما كانت بساطتها كمعاملة واهميتها لدى صاحب المعاملة.

مع الاسف الشديد الوضع مؤسف جدا على جميع الأصعدة، القياديون وقراراتهم وإجراءاتهم وكذلك الموظفون الذين أصبحوا يستمتعون بالاتصالات التي تأتيهم على شكل توصيات لتخليص المعاملات بأسرع وقت ممكن تحت ما يسمى «التجمل»، كتابنا.. وكتابكم.. فإن كانت الدولة ومشاريعها تسير بهذا النظام فوضعنا المتردي يعتبر طبيعياً جدا واننا بالتأكيد نسير الى الهاوية.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك