الحكومة والمجلس سبب الفساد.. والناس يشجعونه.. هكذا يرى عبد اللطيف الدعيج

زاوية الكتاب

كتب 1205 مشاهدات 0

عبد اللطيف الدعيج

القبس

الحكومة والمجلس سبب الفساد.. والناس يشجعونه

عبد اللطيف الدعيج

 

السيد رئيس الحكومة يقول إنه سيحاسب من لا يلتزم من وزرائه أو غيرهم بـ«مكافحة» الفساد..! يا عمي خذها صريحة ومباشرة.. حكومتك المغذي الأساسي للفساد.

خلصنا من النواطير ابتلشنا بـ«المكافحين». انتهينا من الدفاع عن المال العام وحراسة أموال الدولة لنتفرغ الآن إلى مكافحة «الفساد». قبل ان تكافحوه.. قولوا لنا ما هو. احنا نسمع بالفساد والمفسدين. لكن حتى الآن لم يتجرأ أحد على الإطلاق على تحديد الفساد أو الإشارة إلى مكامنه أو حتى تنويرنا بأشكاله وأنواعه. أنا أتحدى رئيس الحكومة وقبله من أطلق صرخات مكافحة الفساد ممن يسمى بالقوى السياسية أن يشيروا لنا إلى المفسدين وإلى من يجب أن نكافحهم. ليس بالإمكان القيام بالمهمة النبيلة التي يحث الرئيس وزراءه على القيام بها ما لم نحدد الفساد ونشر إلى المفسدين. غير هذا «كلك في كلك» وذر للرماد في العيون وركوب غير عقلاني وحتى صبياني لموجة التظاهر الوطني والوعي السياسي التي يفتقدها الكثيرون هنا، وفي مقدمتهم ما يسمى بالقوى السياسية.

ليس عندنا فساد حتى نكافحه على الأقل بالمعنى الذي يروّج له الساسة وعلى رأسهم رئيس الحكومة يوم امس. لكن عندنا واسطات وعندنا تجاوزات وعندنا الكثير من المحاباة.

الواسطة بكل أشكالها، سواء كانت واسطة ترسية مناقصة أو واسطة منح قسيمة بغير وجه حق او حتى واسطة تعيين في وظيفة مفضلة، أو حتى واسطة «إجازة طبية». يتولاها وزراء الحكومة ويحثهم على ممارستها وفي أحيان كثيرة يجبرهم عليها أعضاء مجلس الأمة المدفوعون بإلحاح وطلبات ناخبيهم.. أي الشعب الكويتي البطل.

الواسطة والتعدي على القوانين وتمرير المخالفات وإسقاط المخالفات ومسح التعديات أصبحت تقليداً وتراثاً كويتياً أصيلاً. أصلاً أصبح المواطن يحس بالنقص إذا لم يمارسه. أو على الأقل يشعر أنه ليس من المحظوظين أو الكويتيين «الأصليين» إن لم يخالف ولم يتنمر ولم يسرق أو يختلس.

أكبر مشجع لهذا الفساد عندنا هم الحكومة وأغلب الوزراء والنواب ممن يتآمر ويتعاون معهم على نشر الفساد وتعزيزه، ويتقدمهم أغلب الشعب.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك