صلاح العتيقي يكتب.. أهل الثقة.. وأهل الكفاءة!

زاوية الكتاب

كتب 758 مشاهدات 0

د. صلاح العتيقي

القبس

أهل الثقة.. وأهل الكفاءة!

د. صلاح العتيقي

 

 

يتنازع من بيده الحل الحكومي اتجاهان متعارضان بعض الشيء، خصوصاً عند اختيار الأفراد أو تعيينهم في المناصب القيادية، سواء أكانت إدارية أم اقتصادية أم عسكرية، وسواء أكانت هذه التعيينات وزارية أم لإدارة الهيئات والمؤسسات المملوكة للدولة ملكية خاصة أم جزئية.

عند ملء هذه الشواغر المهمة يتعرض المسؤول الحكومي الى ضغوط نيابية وحزبية وقبلية وعائلية، وغالباً ما يرضخ لهذه الضغوط من دون التحقق من كفاءة هذا الشخص أو أحقيته بهذا المنصب. هذه الأمور تتداول في الدواوين وتنقلها وسائل التواصل الاجتماعي ساعة ظهورها، مصحوبة باستهجان لهذه التعيينات وبالإحباط لمن يَرَوْن أن لهم الحق في تقلد هذه المناصب ولَم يشملهم هذا التعيين، وتصاحبها أسئلة مستحقة: لماذا عُين فلان مع العلم بتوافر من هو أفضل منه؟! أو لماذا اُختير فلان برغم ماضيه إن كان له ماضٍ غير ناصع؟! الكل يعلم أن هذه المناصب لها بريق ولها منافع وأجور يسيل لها لعاب الكثيرين، لهذا تجد أن التكالب عليها على أشده.

نحن لا ننكر أن الاسم العائلي له رنين وكذلك الاسم القبلي او الحزبي، لكن هذا كله لا يصنع نجماً أو مستقبلاً للوزارة أو الهيئة أو المؤسسة اذا لم تصاحبه كفاءة عالية او تخصص، ففاقد الشيء لا يعطيه، هنا يجب على المسؤول الحكومي أن يفكر قبل أن يقرر أو يختار، لأن الإمَّعَات والنَّكِرات والأصفار والانتهازيين والضعفاء لا تجدهم إذا جد الجد، لأنهم لا حول لهم ولا قوة، أما إذا اختاروا القوي الأمين المتخصص -وهذا ما يفترض- فهم الذين يمكن الاعتماد عليهم خصوصاً في الأزمات، وهم الذين يستطيعون الوقوف بوجه البرلمان ويدافعون عن الحكومة بجدارة واقتدار، في الوقت نفسه عليه أن يفهم ان الإدارة المتقدمة تحتاج علماء وباحثين ودارسين، ولا تحتاج قارعي طبول ومصفقين ومنظمي مواكب أو لملء الفراغ فقط، لذلك يجب أن يُقدَم أهل الكفاءة على أهل الثقة، لأن العمل الإبداعي والاحترافي يحتاج نوعية معينة من القياديين قد تجدها في أفقر العائلات وقد تجدها فيمن لا اسم له، هنا وهنا فقط ترتقي الأمم، ويكفُّ الناس عن التذمر والكلام والحش، وتسير العجلة إلى الأمام، فهل من مدَّكِر؟!.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك