عضو مجلس الأمة ليس وكيلاً سياسياً .. كما يرى صلاح العتيقي

القبس

رسالة إلى الذين آثروا الانزواء

د. صلاح العتيقي

إذا جلست في أي ديوان، فلا بد أن تسمع بعض الانتقادات لبعض أعضاء مجلس الأمة والبلدي، وأنهم قاموا بعمل كذا وكذا. فإذا سألت المتكلم من أوصلهم إلى سدة البرلمان؟ ألستم أنتم؟ اتاك الجواب من البعض بأننا لم نشارك في الانتخابات، بينما يجيب الآخرون بأن العلاقات العائلية والقبلية والطائفية أملت عليهم انتخاب هذه النوعية.

كثيرون لا تعني لهم الانتخابات اكثر من تسلية أو تمضية وقت أو عمل جميل لشخص ما، لعله يرد هذا الجميل في قادم الأيام إذا نجح. وقد تعجب يا اخي اذا علمت ان ما لا يقل عن 30 في المئة ممن يحق لهم الانتخاب لم يكلفوا أنفسهم التسجيل في جداول الناخبين، وقد تعجب اكثر اذا سمعت ان نحو 50 في المئة من الناخبين ينتخبون اشخاصا وهم غير مقتنعين بجدواهم في خدمة البلد، بل ان هناك من ينتخب من يدفع ومن يخترق القوانين ومن يصطف في مواكب المعزين والمهنئين، حتى ولو كانوا ممن تحوم حولهم الشبهات، أو ثبت فشلهم في مجالس سابقة أو من لم يُسمع صوته طيلة فترة نيابته.

هؤلاء الأشخاص هم سبب بلاء البلد، حيث تغلغل فيهم داء اللامبالاة وأصبحوا على هامش الحياة السياسية، كأنهم والعدم سواء.

أيها السادة، إذا أردتم برلماناً قوياً فاضلاً همّه الاول والأخير هو الوطن أولاً وثانياً وثالثاً، فأحسنوا الاختيار، فالبلد لا يخلو من الأشخاص ذوي الأخلاق العالية والمبادئ الثابتة والعلم الوفير والخشية من الله سبحانه وتعالى.

أيها السادة، عضو مجلس الأمة ليس وكيلاً سياسياً، فهو روح الأمة وانتماؤها، والمجلس ليس مكاناً للكسلاء ومخلّصي المعاملات، فشاركوا وأحسنوا الاختيار.

***

بمناسبة قدوم شهر رمضان الكريم، أتقدم بوافر التهنئة للأمة الاسلامية، وأرجو من الله أن يكون شهر خير وبركة، وأن يبعدنا عن النيران المشتعلة في المنطقة، إنه على كل شيء قدير.