محمد العوضي يكتب.. بشت السفير... لإمام المسجد الكبير!

زاوية الكتاب

كتب 3542 مشاهدات 0

محمد العوضي

الراي

خواطر قلم - بشت السفير... لإمام المسجد الكبير!

محمد العوضي

 

تلبية لدعوة كريمة من «جمعية المساعدة الإسلامية» في مدينة سيدني قادتني لجولة دعوية فكرية إلى مدن أسترالية عدة، زرنا خلالها المراكز الإسلامية والمساجد والإذاعات والأوقاف الخيرية والمدارس والكليات التعليمية في 10 أيام زيارات مكثفة.

وكان جدول زياراتي وندواتي وسفراتي الداخلية بين المدن قد تم ترتيبها وجدولتها والإعلان عنها قبل وصولنا أستراليا، قبل أن تصلني دعوة كريمة من السفارة الكويتية للمشاركة في افتتاح مركز ومسجد صباح الأحمد في مدينة (كانبرا) الجمعة 4 /5 /2018 والتي جاءت بعد دعوة الجمعية بأيام، اقتضت أن تقوم الجهة الأسترالية الداعية لي «جمعية المساعدة الإسلامية» بتغيير جدولها وإعادة الترتيب مع جهات عدة تم الترتيب معها والإعلان عنها لمدة عشرة أيام وهذا أمر ليس سهلاً.

ورجوت الدكتور عزالدين أبو سردانة رئيس الجمعية بأن يجتهد بتعديل الجدول بما يتوافق مع دعوة وموعد افتتاح مركز ومسجد صباح الأحمد.

فقال - مشكوراً - «سفارتك هي بيتك وسأجتهد في تحقيق طلبها لزيارة المشروع والمركز الذي نعرف نحن هنا في أستراليا أهميته القصوى وبأنه إنجاز نوعي ضخم مبارك موفق جاء في وقته».

لكن تكرماً آخر من السفارة كشف عن قدرة مميزة للدكتور عزالدين وفريق جمعيته على التعامل الإيجابي مع الأحداث الطارئة، ألا وهو طلب السفارة على حضور وليمة عشاء ليلة الأربعاء في منزل سعادة سفيرنا الأخ المفضال نجيب البدر وبحضور رموز الفكر وقادة المؤسسات الخاصة بالجالية الإسلامية في عاصمة أستراليا (كانبرا).

وقد تسبب وصولي صباح الأربعاء بعد سفر طويل 16 ساعة مع الترانزيت وفارق التوقيت إلى سيدني إلى خلخلة دماغي، والطريق إلى مكان الدعوة مدينة (كانبرا) مع الزحام يستغرق 4 ساعات للوصول وأيضاً يلغي ما تم الإعلان عنه من نشاطات ولقاءات في سيدني.

ومع ذلك، استطاع الدكتور عزالدين وفريق عمل المؤسسة التوفيق بين المواعيد وإعادة الجدولة وترتيب الأمور وجبر الخواطر وتحقيق الدعوة وذهبنا إلى وليمة سعادة السفير نجيب البدر، حيث كان العشاء على شرف الأفاضل ممثلي وزارة الأوقاف الدكتور وليد شعيب الوكيل المساعد بوزارة الأوقاف لشؤون القرآن الكريم والدراسات الإسلامية ممثلاً عن وزير العدل والأوقاف فهد العفاسي وبصحبته إمام المسجد الكبير الشيخ فهد المطيري.

وبعد الوصول إلى منزل سعادة السفير في التاسعة ليلاً، ولم يكن يتصدر المجلس، وإنما أخلاه بتواضعه الجم للضيوف الذين اكتظ بهم ديوانه العامر وقام بتعريف الضيوف لنا وتعريفهم علينا.

ألقيت كلمة مختصرة عن أهمية تجديد الخطاب الديني المعاصر وضربت مثلاً بمركز «رواسخ» الذي أرأسه والمختص بمعالجة الشبهات والطعونات الموجهة لهويتنا عقيدة وشريعة.

وأحضرت معي من الكويت قرابة 100 كتاب عبارة عن نسخ مكررة لأربعة كتب من إصدارات «رواسخ» هدية للمراكز والمؤسسات والكليات والمفكرين وبعض أئمة المساجد.

وابتدأت الإهداء بسفيرنا نجيب البدر، والكتب هي:

«كيف غير أشرس ملاحدة العالم أفكاره» لأستاذ الفلسفة الإنكليزي المعاصر أنتوني فلو وكتاب «فقط ستة أرقام» للفيزيائي وفلكي المملكة المتحدة مارتن ريز، وكتاب «هل القرآن مقتبس من كتب اليهود والنصارى» للدكتور سامي عامري وكتاب «جدلية الحجاب» للدكتور صهيب السقار.

وكانت النسخة الثانية للمستشار في سفارتنا محمد العريفان الذي أخجلني بحرصه ومتابعته بالاتصالات المتتالية والاطمئنان على سير الرحلة من الكويت إلى مطار الدوحة إلى مطار سيدني.

بعد العشاء دارت حوارات وهموم مشتركة مع الضيوف والسفير وموظفي السفارة في خيمته الأنيقة ما تحتاج إلى تفصيل لاحق بإذن الله.

كان إمام المسجد الكبير الشيخ الفاضل فهد المطيري بجواري في وليمة العشاء وعلمت أنه نسي البشت (العباءة الرجالية) التي سيخطب بها الجمعة بعد قص شريط افتتاح المركز والمسجد.

لكن سعادة السفير نجيب البدر أسعفه ببشته الأسود الشفاف، والذي جاء على قياس الشيخ المطيري تماماً وبكامل الأناقة.

لكن الأهم هو الذكاء والحكمة في اختيار مادة الخطبة، يا ترى ماذا سيكون موضوعها وكيف تمت صياغتها لتتناسب وهذه المناسبة الفريدة والكبيرة في بلاد الغرب بثقافته المغايرة ودساتيره الخاصة به.

كانت الخطبة مفاجأة، وقد رصدت أثرها على الضيوف الذين كان بعضهم من أديان أخرى كطلبة المدرسة الكاثوليكية وأستاذهم المتسامح (بول) والذين ناقشتهم فكانت انطباعاتهم ما سنشرحه في المقال التالي لنتعرف على حجم التحدي والمسؤولية المرجوة من الخطاب الديني المعاصر في ظل الإسلام المفترى عليه من حقد أعداء والمبتلى بجهل أبنائه وعجز علمائه.

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك