نقل السفارة الأميركية إلى القدس عمل عدائي غير مسؤول.. برأي سلطان الخلف

زاوية الكتاب

كتب 3611 مشاهدات 0

سلطان الخلف

الانباء

فكرة- نقل السفارة الأميركية إلى القدس عمل عدائي غير مسؤول

سلطان الخلف

 

لم تقم بريطانيا الكيان الصهيوني على الأرض العربية الفلسطينية ليكون بستان ورد ينشر عبيره في الأجواء العربية، وهي تعلم أن هذا الكيان هو شجرة شوك ستنمو مع الوقت وستتمدد أغصانها لتوخز العرب بأشواكها الحادة السامة، وهي إستراتيجية خبيثة بعيدة المدى تساعد في إنهاك العرب بالحروب وفرض الوصاية الدائمة على المنطقة العربية.

ولا يخفى أن هذه السياسة المدمرة تتمتع بقبول أوروبي وأميركي كبيرين.

والولايات المتحدة الأميركية تعتبر اليوم الراعي الكبير لهذا الكيان بعد تبني بريطانيا له، وليس غريبا أن تنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس المحتلة فهذا أمر متوقع لأن البيت الأبيض والكونغرس الأميركي مسكونان بعقيدة مسيحية صهيونية متطرفة تفرض عليهما طاعة عمياء للمطالب الصهيونية وتقديم كل أنواع الدعم لهذا الكيان وتشجيعه على تغيير الديموغرافيا والجغرافيا في فلسطين من خلال سياسة الاستيلاء على الأراضي بالقوة الغاشمة والطرد والقتل ومسح المعالم التاريخية الإسلامية والمسيحية وإعادة تشكيل البناء من جديد بما يتفق مع سياستهم الاستيطانية التوسعية.

ولذلك لا يعول على الولايات المتحدة كراعية للسلام لأنها والكيان العنصري الصهيوني وجهان لعملة واحدة فيما يخص المنطقة العربية.

وقد رأينا كيف عطلت واشنطن البيان الكويتي في مجلس الأمن الذي يعتبر نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة قرارا باطلا يتعارض مع القانون الدولي ودعوة البيان إلى تحقيق مستقل حول قتل الصهاينة المئات وإصابة الآلاف من المحتجين الفلسطينيين الرافضين للاحتلال ونقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة.

وهو ما يدلل على دعم واشنطن للسياسة العنصرية الصهيونية وتشجيعها على النكاية بالفلسطينيين والاستهزاء بالعرب وبحقوق الإنسان وبالقانون الدولي.

ولن يكتفي الصهاينة بابتلاع فلسطين فلديهم مشروع صهيوني كبير يقوم على التغلغل البطيء في بلادنا العربية وتغيير الوعي العام لتقبل الوجود الصهيوني من خلال شيطنة الإسلام واعتباره ضد السامية «الصهيونية» وهي الدعاية التي طالما استخدمها الصهاينة ضد منتقديهم في أوروبا والولايات المتحدة وهم يحاولون اليوم نقلها إلى منطقتنا العربية والإسلامية تحت عنوان «مكافحة الإرهاب».

وما دامت غالبية دول العالم تقف ضد سياسات الكيان الصهيوني العنصري، وترفض نقل سفاراتها إلى القدس المحتلة عدا بعض الدول التي لا يتجاوز عددها عدد أصابع اليد الواحدة، فإن على العرب والمسلمين استغلال هذا الموقف الدولي الرافض لسلوك الصهاينة، وهو أدنى وأسهل ما يمكن أن يعتمدوا عليه من أجل الدفاع عن قضية فلسطين العادلة وفضح سياسته العنصرية التي ينتهجها، لأنها أقصر الطرق التي تؤدي إلى عزلته بين دول العالم وشعوره بأنه كيان منبوذ خارج على القانون الدولي وعدو للإنسانية وليس للفلسطينيين والعرب أوالمسلمين فحسب بل ولشعوب العالم لما يتميز به من تنفيذ تعاليم صهيونية متطرفة تعتبر اليهودية قومية مقدسة فوق القوميات الأخرى وتنشر الكراهية ضد كل ماهو غير يهودي وبمعنى آخر تتقمص التعاليم النازية التي خاض العالم حربا عالمية مدمرة من أجل القضاء عليها.

الانباء

تعليقات

اكتب تعليقك