المتاجرة بالقضية الفلسطينية.. بقلم عبد المحسن حمادة

زاوية الكتاب

كتب د. عبد المحسن حمادة 1737 مشاهدات 0

د. عبد المحسن حمادة

القبس

المتاجرة بالقضية الفلسطينية

د. عبد المحسن حمادة


تاجر بالقضية الفلسطينية كثير من الدول وألحقت بها ضررا كبيرا. قبل قيام إسرائيل عرض في الأمم المتحدة مشروع الدولتين، دولة للفلسطينيين تشمل الضفة وقطاع غزة بما فيها القدس الشرقية تكون للفلسطينيين.. وباقي أرض فلسطين لليهود. وتضمن الأمم المتحدة الحدود بين الدولتين. عرض المشروع على الجامعة العربية، ويقال ان النحاس كان رئيس وزراء مصر في تلك الفترة رأى بقبول المشروع. لأنه في حال رفضه ليس أمامنا خيار سوى الحرب وسنخسرها لأن الدول الكبرى ستقف ضدنا. غير أن الوفد الفلسطيني رفض المشروع ودخل العرب الحرب وخسروها. وبعد هزيمة 67 ضاعت الضفة والجولان وسيناء بما فيها قطاع غزة. وبعد حرب 73 استطاع السادات استرجاع سيناء وأقام معاهدة سلام مع إسرائيل ثم لحقه الأردن. وفي 1993 تم توقيع اتفاقية أوسلو بين الفلسطينيين وإسرائيل وقّعها ياسر عرفات واسحاق رابين والرئيس الأميركي بيل كلينتون وتم بموجب هذا الاتفاق اعتراف إسرائيل بمنظمة التحرير، وأنها تمثل الشعب الفلسطيني وحق الفلسطينيين بإقامة حكم ذاتي في الضفة وقطاع غزة.

وفي عام 2006، فازت حركة حماس بالانتخابات التشريعية، وقامت بتشكيل الحكومة الفلسطينية في يناير 2006. ثم قامت بالاستيلاء على قطاع غزة بالقوة في يونيو 2007. وفشلت كل الجهود لرأب الصدع بين الفلسطينيين. وشجعت دول اقليمية الانقسام الفلسطيني بدعمها لحركة حماس بالمال والسلاح مثل ايران التي كانت تعلن اهتمامها بالقضية الفلسطينية من خلال رفع الشعارات المعادية لإسرائيل والصهيونية وتقيم يوما لتحرير القدس.. وتنادي بالموت لأميركا وإسرائيل. وهذه مجرد شعارات ربما لتبرر تدخلها في المنطقة العربية. ولو كان لإيران عداء حقا مع إسرائيل لردت على الضربات القاسية التي تعرضت لها وميليشياتها الموجودة على الأراضي السورية من الجانب الإسرائيلي، ولكنها لم تتجرأ بالرد على واحدة منها، مكتفية بالتدخل في شؤون الشعب السوري.

نأمل أن يكون الشعب الفلسطيني من خلال التجارب القاسية التي مر بها استوعب الدروس ويفكر بمستقبل أجياله القادمة، ويبحث عن حل مناسب لإمكاناته والأوضاع العربية المتدهورة. الشعب الفلسطيني بحاجة إلى قيادة تعالج الانقسام القائم بين هذا الشعب، فمن غير الممكن أن ينقسموا في ظل هذه الظروف. وبحاجة إلى قيادة تقطع يد التدخلات الخارجية في قضيتهم.

في هذه الأيام، بدأ مندوب الرئيس الأميركي المكلف بتسوية ملف القضية الفلسطينية غاريد كوشينر ومستشاره جيسون يتجولان في المنطقة. نتمنى أن تدرس السلطة الفلسطينية المقترحات الأميركية مع الدول العربية، وتقدم مقترحات معقولة لتعديلها. فلا يوجد دولة تستطيع فرض حل على إسرائيل سوى أميركا. فإذا كان الرئيس الأميركي جادا في تسوية هذه الملف، فمن الأفضل التعاون معه وعدم إضاعة هذه الفرصة.

تعليقات

اكتب تعليقك