عمليات الحفر العراقية في الحقول النفطية الحدودية

الاقتصاد الآن

حق عراقي أم تعد جديد على الحقوق الكويتية؟

3264 مشاهدات 0


 

اعلان العراق في الأسبوع الماضي بأنه سيبدأ الحفرلاستخراج النفط من حقل نفطي يقع في منطقة الصفوان من الجانب العراق من الحدود الكويتية العراقية أثار بعض المخاوف و بدأت بعض وكالات  الأنباء العربية و الأجنبية محاولة الأصطياد بالماء العكر و ان هذا الحدث هو بداية لأزمة نفطية قادمة بين الكويت و العراق. وحقيقة الأمر بأن الحفر و البحث و الأستخراج عن النفط  داخل الأراضي العراقية هو أمر عراقي بحت و يجب الا يؤثر مطلقا علي العلاقات الكويتية العراقية وخاصة و ان هناك مشاورات قائمة بين الطرفين منذ أكثر من 4 سنوات لأنشاء و ترتيب فريق عمل مشترك لبحث الأمور النفطية و المتعلقة بالحقول الحدودية.  

وحقيقة الأمران لدي العراق أكثر من 4  مناطق نفطية حدودية مشتركة مع كل من الكويت ايران السعودية و سوريا و كذلك منطقة غازية اخري مع سوريا. وأعتقد بأن الأكثر تعقيدا هو حقل مجنون العملاق و الواقع داخل الأراضي العراقية والجزء الآخر في ايران. و كذلك حقل نفط خانه وحقل نفط شاه ايران.

ونحن في الكويت لدينا حقول مشتركة مع المملكة العربية السعودية و انها فعلا مشتركة بمعني الحرف و الكلمة في كل منطقتي الخفجي و الوفرة و مشتركة لأننا لدينا مشاركة و اتفاقية تنظم العلاقة و حقوق الطرفين بالتساوي و تحديد الكميات و النفقات و تطوير هذه الحقول المشتركة وزيادة انتاجها و محاولة من تطويل أعمار هذه الحقول الي أطول مدة ممكنة.

و هناك ايضا الحقل الغازي المشترك بين كل من قطر و ايران وهو حقل الشمال الكبير و هو من أكبر الحقول الغازية في العالم حيث تم تكوين فريق عمل مشترك بين الطرفين يجتمع دوريا ويتم مناقشة معظم المواضيع المشتركة و أهمها معدلات الأنتاج الا ان قطر أصبح الطرف الأكثر خبرة في الأمور التقنية و الفنية و المتعلقة بألأنتاج و الحفاظ علي المكامن بصورة أفضل. ومن أفضل الأمثلة كذلك المشاركات النفطية لحقول بحر الشمال بين النرويج و بريطانيا و سكتلندة و الشركات النفطية العالمية المختلفة.   

و الحقل الحدودي كي  يتحول الي حقل مشترك يجب ان يتم بأتفاق بين الطرفين بعد تكوين فرق عمل مشترك و يتم فيه تبادل  جميع المعلومات الفنية و التقنية و خاصة الدراسات الجيولجية لمعرفة اصول و مكونات الطبقات البترولية و من ثم معرفة جذور و اصول هذه الحقول. و الأستعانة باحدي الشركات النفطية  يكون طرفا محايدا  لتعريف الكميات وتحديد نسبة كل طرف من الكميات و الأنتاج أعتمادا علي  الموجودات من الأحتياطيات والكميات علي حدود كل طرف وما تحت سطح الأرض.

و الحقل الحدودي بين الكويت و العراق هو امتداد لحقل الرميلة من أكبر الحقول النفطية العراقية حتي الآن و ينتج هذا لحقل حوالي 3 ر1 مليون برميل في اليوم وومن طرفنا و من داخل أراضينا يكون حقل الرتقة و يصل معدل انتاجنا من هذا الحقل حوالي 000 ر40 الف برميل في اليوم. ونفس الشئ بالنسبة للحقول الاخري سوا في العراق أو الكويت والسعودية و ايران .

وكانت الكويت هي أول من طالبت بأنشاء فريق عمل ومنذ أكثر من 4 سنوات لتنظيم و ترتيب الأمور المتعلقة بالحقول النفطية الحدودية مع العراق و خاصة مع مشروع تطوير حقول الشمال وأعلب الظن بأنه مسالة وقت قبل ان تبدا فرق العمل بالعمل معنا و مع الدول النفطية الحدوية الأخري لأن من صالح جميع الأطراف المشتركة العمل علي تطوير هذه الحقول النفطي باحدث الأساليب او التقنيات المختلفة للحفاظ علي الثروات الطبيعية لأطول مدة ممكنة.

المرحلة الحالية تتطلب تضافر جهود الجميع بالخروج باتفاقيات مشتركة حول أفضل الأساليب لتطوير الحقول النفطية و تطوير الثروات الطبيعية و الأستفادة المالية القصوي و نتمني بأننا قد أجتزنا مرحلة التشجنات و الأزمات السياسية و بدأنا فعلا في مرحلة العمل لأقتصادي للمصلحة المشتركة بين البلديين و الدول المجاورة الاخري.

خاص-الخبير النفطي كامل الحرمي

تعليقات

اكتب تعليقك