ما مستقبل الطاقة البديلة في دول الخليج؟.. يتسائل طارق بورسلي

زاوية الكتاب

كتب طارق بورسلي 1148 مشاهدات 0

طارق بورسلي

الانباء

سلطنة حرف- مستقبل الطاقة البديلة في دول الخليج ( 1- 3)

طارق بروسلي


أصبح النفط منذ ثلاثينيات القرن الماضي العمود الفقري لاقتصاديات دول مجلس التعاون الست والتي تمتلك مجتمعة ما يقارب نحو ثلث احتياطيات النفط الخام العالمية المؤكدة وحوالي خمس احتياطيات الغاز الطبيعي.

ومن المؤكد أن اكتشاف النفط شكل نقطة تحول أساسية في مسيرة دول الخليج حيث ساهم بشكل قوي في بناء نهضة اقتصادية كبرى صاحبها الكثير من التحولات الاقتصادية والاجتماعية وتغير كبير وملحوظ في نمط الحياة.

إلا أنه في ذات الوقت صاحب ظهور هذه الثروة النفطية الكثير من الافتقار إلى حسن الإدارة التي كانت تقتضي توجيه عائدات مبيعات النفط الضخمة إلى تنويع مصادر الداخل ومجالات الاستثمار تجنبا للاعتماد الكلي على هذا المصدر غير المتجدد وكذلك إلى تقلبات أسعار النفط التي تحكهما الكثير من العوامل المتداخلة مثل قوى السوق والصراعات السياسية والاقتصادية والتطورات التكنولوجية.

والحديث عن الطاقة البديلة في دول الخليج ليس بجديد، بل هو يأتي في سياق توجه عالمي نحو البحث عن مصادر طاقة متجددة أقل تكلفة وأكثر نظافة.

ومن الملاحظ أن الحديث عن مستقبل الطاقة البديلة في دول الخليج قد عاد بقوة منذ الانخفاض الكبير في أسعار النفط في يونيو 2014 والذي جاء مخالفا لكل توقعات الخبراء والاقتصاديين وفي وقت كان سعر برميل النفط تجاوز سقف 120 دولارا للبرميل.

هذا الانخفاض المفاجئ في سعر النفط الذي وصل إلى أقل من 35 دولارا للبرميل في نهاية فبراير 2016 قد دق ناقوس الخطر في اقتصاديات دول مجلس التعاون محذرا من مغبة الاعتماد المفرط على النفط كمصدر للدخل.

إلى جانب الرغبة الملحة في تنويع مصادر الدخل، فإن الطاقة البديلة أصبحت خيار استراتيجي لدول الخليج لعدة عوامل متعلقة بزيادة كثافة النشاط الاقتصادي ورفاهية الحياة مما نتج عنه زيادة مطردة وغير مسبوقة في استهلاك الطاقة. وعلى الرغم من توافر احتياطات كبيرة من الوقود الأحفوري لدى دول الخليج، فإن التوجه نحو الاستثمار في الطاقة البديلة يعد توجها إيجابيا له مردود حسن على جميع الأوجه.

وفي الواقع ان التوجه نحو مصادر الطاقة البديلة ليس بترف أو خيار بل سيصبح في المستقبل القريب ضرورة حتمية لمعظم الدول. لذلك فإن الطاقة البديلة أصبح مصطلحا واسع الانتشار ومتكرر الاستخدام في معظم التجمعات التي تعنى بمناقشة مستقبل التنمية الاقتصادية ومستقبل الوقود الأحفوري.

الطاقة البديلة هي أي مصدر للطاقة يعتبر بديلا للوقود الأحفوري. تهدف هذه البدائل إلى إيجاد مصادر طاقة متجددة واقل تكلفة من الوقود الأحفوري. وتشمل الطاقة البديلة الكثير من مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح والطاقة النووية والطاقة الكهرومائية وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة.

ومن الملاحظ أن مصادر الطاقة البديلة تغيرت مع الوقت تبعا لتطورات التكنولوجيا المتلاحقة والتي ستحدث مصادر أكثر تقدما وكفاءة مثل الطاقة النووية التي ظهرت في القرن المنصرم.

وحاليا هناك سعي حثيث ورغبة جادة لدى دول الخليج في تنمية هذا التوجه نحو استخدام مصادر الطاقة البديلة بشكل أكثر كثافة وتقليل الاعتماد على الوقود الاحفوري لاعتبارات بيئية واقتصادية.

فمصادر الطاقة البديلة صديقة للبيئة ولا تنطوي على انبعاثات ضارة مثل ثاني أكسيد الكربون إلى جانب أنها أقل تكلفة. ولكن ما مستقبل الطاقة البديلة في دول الخليج؟ وهل الأمر على الأرض تجاوز حد النوايا الحسنة؟.. هذا ما سنسعى لاكتشافه.

تعليقات

اكتب تعليقك