واشنطن بوست: ترامب مفرط في استخدام العقوبات

عربي و دولي

567 مشاهدات 0


ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية أنه على الرغم من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستخدام السلاح العسكري لحل بعض المشكلات، إلا أن السلاح الذي تستخدمه إدارته بشكل متكرر هو الضغط المالي.

وأضافت الصحيفة الأمريكية، في افتتاحيتها على موقعها الإلكتروني اليوم، أنه منذ توليه منصبه، غالبا ما استخدم العقوبات الاقتصادية (وحاليا التعريفات الجمركية)، وتبرر الإدارة الأمريكية بأن العقوبات الصارمة حملت كوريا الشمالية للرضوخ إلى طاولة المفاوضات.

وبالمثل يأمل ترامب الآن في أن تجبر فرض العقوبات على إيران التفاوض مع الولايات المتحدة وإبرام صفقة نووية جديدة.

ورأت (واشنطن بوست) أن الدليل على أن هذه العقوبات تعمل كأداة في السياسة الخارجية ليس مقنعًا، وهناك قلق كبير من أن إدارة ترامب تفرط في استخدامها بينما تهمل جوانب مهمة أخرى في السياسة الخارجية، مثل المفاوضات البسيطة أو التنسيق مع الحلفاء.

ونشرت المراسلة الدبلوماسية لصحيفة واشنطن بوست كارول موريلو مؤخرًا تقريرا يفيد بإفراط استخدام ترامب للعقوبات، حيث إنها وجدت خلال شهر واحد فقط - فبراير 2018 - فرضت الولايات المتحدة عقوبات ليس فقط على كوريا الشمالية، ولكن أيضا على الجماعات أو الأفراد في كولومبيا وليبيا والكونغو وباكستان والصومال والفلبين ولبنان وأكثر من ذلك.

وذكرت الصحيفة أنه بالرغم من أن استخدام العقوبات في ازدياد، إلا أنها ليست فكرة جديدة - فهي تعود إلى مئات السنين، إن لم يكن أكثر. ومع ذلك، وجدت الأبحاث الأكاديمية أنها غالبا لا تفضي إلى الغرض المقصود، وبحثت إحدى الدراسات في 200 حادثة فرض عقوبات من عام 1914 إلى عام 2008، ووجدت أن 13 حالة فقط كانت مفيدة بشكل واضح في تحقيق أهداف من فرضها.

وأضافت الصحيفة أن المشكلة لا تكمن بالضرورة في عدم قدرة العقوبات على إلحاق أضرار مادية بالعدو، بل تكمن المشكلة في أن هذا الضرر لا يسهم دائما في أي هدف منطقي للسياسة الخارجية.

وقالت (واشنطن بوست) لننظر إلى كوريا الشمالية، قصة النجاح الكبيرة لنظام العقوبات الأمريكي الحالي، ففي أعقاب التقدم السريع الذي حققته بيونج يانج في برامجها النووية في العام 2017، تمكنت الولايات المتحدة من فرض أكثر العقوبات صرامة من جانب واحد ومتعددة الأطراف (عبر مجلس الأمن الدولي) على كوريا الشمالية.

وأضافت "وتشير الأدلة التي توصلنا إليها إلى أن هذه العقوبات تضر، فقد قدر البنك المركزي الكوري الجنوبي الشهر الماضي أن اقتصاد كوريا الشمالية عانى من أقصى انخفاض في عقدين من الزمن في عام 2017".

ولذلك، يبدو أن العقوبات لعبت على الأقل دورًا داعمًا في إدارة سلوك كوريا الشمالية والمساعدة في تمهيد الطريق لقمة 12 يونيو بين ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، لكن القمة نفسها لم تكن الهدف، وكانت النقطة الأساسية، من وجهة نظر الولايات المتحدة على الأقل، هو أن توافق كوريا الشمالية على نزع السلاح النووي، وهذا الجزء لا يسير على ما يرام.

وأوضحت أنه بعد أقل من شهرين من القمة، انخرط الدبلوماسيون الكوريون الشماليون في سجال مع نظرائهم الأمريكيين مرة أخرى.
وأضافت إن هناك حالة من التوافق بين الخبراء بأن نزع السلاح النووي قد لا يحدث بأي شكل من الأشكال، وكما قال أندريه لانكوف، الخبير في شؤون كوريا الشمالية، بعد زيارة أخيرة إلى واشنطن "يعترف البيروقراطيون بأنهم يدركون أن نزع السلاح النووي لم يعد هدفا واقعيا".

لكن يبدو أن ترامب الآن يطبق قواعد اللعبة الكورية الشمالية على إيران، فلقد سحب الرئيس الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لعام 2015 وبدأ رسميا في فرض العقوبات على طهران يوم الاثنين الماضي، كما قال الأسبوع الماضي إنه على استعداد للاجتماع مع الرئيس الإيراني حسن روحاني "في أي وقت" دون شروط مسبقة.

وبالنسبة للكثيرين، هو تكرار لتكتيك ساخر - تهديد ثم معاقبة ثم قمة! - من غير المحتمل أن يؤدي الأمر إلى نتائج ذات مغزى.
وهذه المرة، فإن جزء العقوبات في خطة ترامب معيبة، فمن ناحية، لدى إيران مجتمع مدني معقد ومنقسم لا ينسجم بالضرورة وراء قيادته، وقد لا تضعف العقوبات الجديدة المتشددين في إيران، بل تشجّعهم، والوضع الدولي مختلف كثيرًا أيضًا، حيث يعارض الأوروبيون، حلفاء أمريكا الرئيسيون، قرار ترامب بالخروج من الاتفاق النووي، واقترح البعض أنهم قد يحاولون تقويض عقوبات الولايات المتحدة بنشاط من خلال إصدار تعليمات إلى البنوك وشركات الطاقة المملوكة للدولة للقيام بأعمال تجارية مع إيران.

وأضافت الصحيفة ثم هناك الصين، التي كان من الواضح أنها كانت مفيدة للغاية في نجاح العقوبات التي فرضتها كوريا الشمالية، لكنها تتوقع الآن حربا تجارية مع الولايات المتحدة..فلماذا يزعجون أنفسهم بدعم ترامب ضد إيران، أو دعمها مرة أخرى ضد كوريا الشمالية؟

وأوضحت الصحيفة أن العقوبات قد تؤدي إلى نتائج تضر بخطط الولايات المتحدة، فعلى سبيل المثال، هناك حالة من القلق المتزايد في كوريا الجنوبية حيث تستمر العقوبات في عرقلة التقارب الاقتصادي مع كوريا الشمالية - مما قد يصب على الأرجح إلى المنفعة النهائية للصين وروسيا.

تعليقات

اكتب تعليقك