هل نحن طبيعيون في التعبير عن مشاعرنا؟.. يتسائل مظفر عبد الله

زاوية الكتاب

كتب 757 مشاهدات 0

مظفر عبد الله

الجريدة

زوايا ورؤى- أتمنى أن أكون على خطأ

مظفر عبد الله


ول العمود:

إفصاح الفنانة الرائعة إيليسا عن إصابتها وتعافيها من مرض سرطان الثدي قدم هدية دعائية نافذة لآلاف النساء لمكافحة هذا المرض بدون أموال وحملات صحية تقليدية، الفنان يخدم المجتمع هنا.


***

خطرت لي هذه الفكرة بعد عودتي من إجازة الصيف- وقد كانت رائعة- لأنها مسحت كُل ما علِق في ذهني من هموم الحياة اليومية، فلله الحمد والمنّة.

وأنا في البلد الذي سافرت له رأيت مشاهد عديدة أبطالها بشر عاديون جداً، وربما لا يملكون عُشر ما نملكه نحن من نِعم، فالحياة سلسة هناك، والتعبير عن المشاعر فطري لا حواجز تكبحه، الناس تغني في الشوارع وحول كل فنان طوق من البشر تعلو رؤوسهم كاميرات هواتفهم الذكية لتسجيل الفرح وأرشفته.

كل واحد مختلف عن غيره في ألوان ملابسه وتسريحة شعره، لا يتشابهون لأنهم ليسوا من مدرسة "الذهنية الجمعية"، كلمات "أهلا" أو "شكراً" أو "لو سمحت" من الكلمات الدارجة في أحاديث الصباح والمساء، الكل يعمل ليعيش، ونادرة تلك الخربشات العاطفية على الجدران، هناك- كما هي جدراننا- ربما لأن وسائل التعبير لديهم لا تحتاج وسيطا وجدارا وأصباغا، بل تخرج من شفاههم وتنطلق هكذا بلا رُسُل لمن يريدون.

تساءلت هنا:

هل نحن هنا كذلك؟ هل نعاني كبت الكلام الجميل لغيرنا ولمن نُحبُهم؟ هل نتهيَّب من الإفصاح أم نخجل؟ لماذا نثير الغبار على كل حفل موسيقي تضمّن رقصة تؤديها امرأة على المسرح وفقاً للمضمون الفني للعرض؟ لماذا ننتقد بعضنا على مسائل شخصية كقصة شعر أو اختيار لون قميص معدوم من قاموسنا الحياتي؟ لماذا دائماً نتحد في الغمّ ونتفرق على الفرح؟ وهل ما نظهره من عداء للفرح نابع من قناعة بأنه طريق للمحرمات؟ أم هو اعتياد على الذهنية المنغلقة وتوريثها لأجيال بعدنا؟

أحضر أحياناً حفلات غنائية على مسارح الدولة المختلفة، وأراقب تفاعل الناس مع الفنان أو الفرقة، ألمس حياء الحضور من التصفيق إلى أن يشجعهم الفنان على ذلك، أو يدعوهم لمشاركته مقطعا من أغنيته؟ وأشعر أن في داخل العديد منهم رغبة في المرح والغناء وربما الرقص، لكنهم دائما ما ينشغلون في البحث عن مفتاح قلوبهم الذي ضاع بين كومة مفاتيح البيت!

هل نحن طبيعيون في التعبير عن مشاعرنا؟ أنا أقول: لا، وأتمنى أن أكون مخطئاً حتى نتلمس شيئاً يحفزنا على التغيير والعثور على مفتاح الفرح الذي ضاع.

تعليقات

اكتب تعليقك