أزمة ترامب وفن الصفقة.. بقلم ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب ناصر المطيري 1874 مشاهدات 0

ناصر المطيري

النهار

خارج التغطية- أزمة ترامب وفن الصفقة

ناصر المطيري



الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يواجه أزمة سياسية قانونية في البيت الأبيض تبدو أنها أخطر أزمة تواجه رئيساً أميركياً قد تهدد بقاءه في الرئاسة يبدو على الأرجح أنه سيتجاوزها بأسلوب «فن الصفقة» الذي ينتهجه في ادارته الحالية من منظوره كرجل أعمال محترف في ادارة حياته وفق حسابات المكسب والخسارة.

الرئيس ترامب هو بالأصل «رجل أعمال» يتعامل مع السياسة باعتبارها «بزنس» وبالتالي فان سياسته الداخلية والخارجية ستكون عبارة عن «صفقات» قصيرة المدى تخضع كل منها للتقييم بشكل منفرد، وفقاً لمعايير اقتصادية تقوم على تحقيق المصالح الآنية. 

هذا النهج وتلك «العقلية الترامبية» تنطلق من فكر يعتنقه الرئيس الأميركي سطره في كتاب أصدره في عام 1987 بعنوان:Trump: The Art of the Deal ترامب .. فن الصفقة).

وعليه فالاقتصاد يلعب دورا كبيرا في القرارات والمشروعات السياسية لترامب، والذي يدير البيت الأبيض مثلما يدير شركاته الخاصة، اذ استعان بزوج ابنته جاريد كوشنر وابنته ايفانكا لتولي العديد من الملفات داخل وخارج الولايات المتحدة، كما يصحبانه في زياراته الخارجية، وكان مشهد جلوس ايفانكا في مقعد والدها أثناء قمة العشرين أمرا غير مسبوق بالنسبة للجمهور الأميركي ما أثار انتقادات واسعة، في الوقت الذي تبدو فيه طريقة ادارة السياسة الأميركية من منظور الصفقة في اختياره لعدد من مسؤولي ادارته من ذوي الخلفيات في عالم الاقتصاد وادارة الأعمال، من بينهم ويلبر روس وزير التجارة الأميركي، ورجل الأعمال الشهير بلقب «ملك الافلاس» ووزير خارجيته ريكس تيلرسون الذي كان رئيساً لشركة اكسون موبيل العملاقة.

واذا كانت التجارة والاقتصاد هما الركنان الأساسيان في ميدان ترامب، فان مبدأه يمكن تعميمه على جميع مناحي الحياة، ابتداء من العلاقات الدولية، حيث أبدى تحفّظات على العديد من الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية أو اعترض عليها وطلب اعادة النظر فيها، مثلما حصل بشأن الملف النووي الايراني واتفاقية باريس حول تبدلات المناخ، اضافة الى القيود التي وضعها على البضائع الصينية، وهي اتفاقيات وقّعها سلفه الرئيس باراك أوباما، وحجته جاهزة باستمرار وهي: انها اتفاقيات مجحفة بحق أميركا أو أنها تسجل عجزاً في ميزان المدفوعات وخصوصاً مع الصين، وان على الحلفاء والأصدقاء الذين تحميهم واشنطن دفع ثمن ذلك، وكأن أميركا قوة للايجار.

ولم يعد سرا حديث الرئيس ترامب المتكرر عن دول الخليج التي يطالبها دوما بضرورة دفع ضريبة بقائها واستقرارها وما يرتبط بذلك من عقود تسلح وصفقات كبرى تصب في الخزينة الأميركية.

وعودا على بدء ووفقا للمنظور السالف نعتقد أنه لن يعجز رجل الأعمال المحترف دونالد ترامب عن ادارة أزمته الحالية في البيت الأبيض بطريقة الصفقة التي سيديرها في كواليس الكونغرس والحزب الجمهوري.

تعليقات

اكتب تعليقك