عذراً يا صاحب الوفاء.. يتحدث إبراهيم بهبهاني عن الشيخ صباح ناصر الصباح

زاوية الكتاب

كتب د.إبراهيم بهبهاني 898 مشاهدات 0

د. إبراهيم بهبهاني

القبس

باب هاني- عذراً يا صاحب الوفاء

د. إبراهيم بهبهاني


ليس بالضرورة أن تكون هناك مناسبة معيّنة للكتابة عن شخصية بوزن وبحجم المرحوم الشيخ صباح ناصر السعود الصباح.

هناك أشخاص رحلوا عن دنيانا، لكنهم باقون بأعمالهم وبأفعالهم، لأن الإرث الذي تركوه موجود في ذاكرتنا، بل محفور بأحرف من نور، من الصعب أن يُمحى أو يندثر.

لا أتذكر متى أجريت معه المقابلة، لكن اسمه ونبرات صوته تكاد تصمّ آذان مَن لا يسمع أو يرى، وكلما أنصت إليه أشعر كأنه ينطق بلساننا، أقصد هنا من كان يعرف المرحوم وماذا قدَّم، يدرك معنى كلامي.

نحن مَن ضحّى ومَن قدَّم للوطن من دون منة، أو مقابل مصلحة شخصية، بل إيماناً منا بأنّ هذه الأرض تستحق أن نرد لها شيئاً مما أعطتنا أوقات الرخاء.

سأسمح لنفسي بأن أنقل الحوار المنسوب لقائد المقاومة الوطنية الكويتية، كما أسميه عندما تأتي سيرته، أو سيد المقاومة قولاً وفعلاً.

فماذا يقول؟ «كل اللي اشتغلوا بالكويت، أي %99 حوربوا، و%1 صاروا وزراء، وهؤلاء من لون سياسي وديني بحت، ومع الأسف كل الكفاءات الكويتية اللي اشتغلت، ومن الجنسين، عوقبت، وهي لم تطلب شيئا، بل تطلب شيئا واحداً، هو أن تُقَدِّر».

شفنا كثيرا من الأجانب والعرب وبعض الكويتيين اللي اشتغلوا بره، وقلدوهم أوسمة تحرير الكويت.. لكن ولا واحد فينا أخذها، كلنا عملنا من أجل هذه الديرة ولن نطلب مقابلا أو نعمل من أجل مقابل.. اشتغلنا لديرتنا حبا منا لها، ويوم طلبنا أن يكرموا الناس ليس حبا فيهم، بل من أجل أحفادهم وأولادهم وأهلهم، فهذه ستبقى ذكرى وتاريخاً، أن ديرتي كرمتني.

أقول كلمتي بكل صدق وشفافية، والله يشهد على ما أقول: إن هذا الرجل نطق بمشاعرنا وأحاسيسنا، وكل كلمة قالها تعبّر عما يختلج في صدورنا، وأنا العبد الفقير ناشدت وكتبت وأبديت غضبي من التجاهل الذي لحق بي وبآخرين، وبالجحود الذي أصاب المعنيين وجعلهم لا يَرَوْن من بذل حياته في سبيل الوطن، لكنه عوقب ولم يأخذ حقه، ولا حتى كلمة عافاك الله.. في حين إن هناك من أعطى ونال وأخذ واستفاد على حسابنا وتعبنا.. فهل هذا الأمر يُرضي ضمائرنا؟

أعود للقول: رحمة الله عليك «يا قائد المقاومة»، وأتذكر هنا رفاق الدرب، الشهداء والأسرى، وأطلب من الله تعالى أن يجعل مثواهم الجنة، وأن يعطي أهلهم الصبر والرحمة.

وأختم مقالتي ببيت شعر يقول:

بلادي وإنْ جارت عليَّ عزيزة

وأهلي وإن ضنّوا عليَّ كرام

فهل وصلت الرسالة، أم عمك أصمخ؟!

تعليقات

اكتب تعليقك