وزارة الصحة لا تستطيع أن تشغل المستشفيات الجديدة بسبب نقص الكوادر الطبية والفنية.. بوجهة نظر إبراهيم العوضي

زاوية الكتاب

كتب إبراهيم العوضي 633 مشاهدات 0

إبراهيم العوضي

الراي

اجتهادات -مشاريع الصحة... ومجلة «العربي»

إبراهيم العوضي


يكاد يكون حديث الشارع بشكل متواصل، سواء كان ذلك عن الخدمات الطبية أو مستوى الرعاية الصحية أو الأخطاء الطبية المتكررة أو المستشفيات المترهلة، ولا ننسى أيضاً ما يعانيه الأطباء والعاملون في القطاع الصحي وغيرها من المواضيع!

فرحنا كثيراً ونحن نرى صور ولقطات افتتاح مدينة الجهراء الطبية المقامة على مساحة تفوق المئتين ألف متر مربع، والتي تضم ثمانية مبان والمئات من العيادات الخارجية وغرف العناية المركزة، والأجهزة والمعدات الطبية الحديثة والمرافق التعليمية وقاعات المحاضرات والمؤتمرات وغيرها، بتكلفة إجمالية تفوق 340 مليون دينار كويتي! 

إلى هنا والكلام جميل، ولكن ليس المهم فقط أن يتم إنشاء المشروع ولكن الاهم من ذلك أن يتم تشغيله بشكل كامل وسريع لخدمة المواطنين والمقيمين على حد سواء! وألّا تتكرر مآسي مستشفىى جابر، هذا المشروع الضخم الذي لم يبصر النور حتى هذه اللحظة على الرغم من اكتمال إنشائه منذ زمن بعيد جداً بسبب عدم توافر العدد الكافي من الكوادر الطبية والفنية والإدارية القادرة على تشغيل المستشفى (هذا السبب المعلن والله أعلم)!

وإذا سألت الأقرباء والأصدقاء وكل من يعيش في الكويت عن رأيهم في الوضع الصحي والخدمات المقدمة من وزارة الصحة في الكويت، فإن الشكوى و «التحلطم» والأسى وغيرها من الكلمات، اختر منها ما شئت عزيزي القارئ، هي اللغة السائدة لدى الجميع. 

ولكن الغريب في المقابل، أن أي دعوة للتعاقد مع المستشفيات العالمية المتخصصة لتشغيل هذه المشاريع الطبية وجلب الأطباء المتخصصين في مجالات عملهم لمعالجة ما يشكو منه الجميع من سوء علاج أو خدمات، تواجه بعاصفة شديدة من المعارضة والتوبيخ والوعيد والتهديد للوزير ووكلائه ومساعديه من النواب والنشطاء السياسيين، وكل ذلك بداعي الحرص والدعم للكويتيين من الأطباء والفنيين! وعلى الرغم من ذلك، نجد أن هؤلاء النواب والنشطاء هم أول من يتواجد في مكتب الوزير وأكثر من يقدم ملفات طلبات العلاج بالخارج بحجة عدم توافر العلاج في الكويت!

الشاهد أن الوزارة المغلوب على أمرها لا تستطيع أن تشغل المستشفيات الجديدة بسبب نقص الكوادر الطبية والفنية، ولا هي تستطيع التعاقد مع شركات التشغيل العالمية المتخصصة في مجال الرعاية الطبية خوفاً وتحسباً لأي مواجهة سياسية، وفي النهاية وكالعادة، تأتي تبعات هذا الموضوع على (دماغ) المواطن الغلبان! والله المستعان!

***

نبارك للأخ العزيز إبراهيم المليفي تولي مهمة إدارة تحرير مجلة (العربي)، هذا الإرث والرمز الثقافي الكويتي الكبير والقديم، ونتمنى منه أن يجتهد ويعمل على إعادة هذه المجلة إلى سابق عهدها كمنارة للعلم والادب، لأنها بكل بساطة كانت كنزا مشوقا ومفيدا وممتعا لكل باحث عن المعرفة. 

وللعلم بالشيء، فإن سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد كان رئيس دائرة المطبوعات عندما تم إصدار أول عدد لمجلة العربي وهي الجهة الحكومية المسؤولة عنها، وهو من ساهم بشكل مباشر مع أحمد السقاف في إنشاء هذا المشروع الأدبي العربي العظيم. 

كنت قد ذكرت في مقال سابق قبل سنتين، أن المجلة قد عانت من أزمات متتالية ودعوات متفرقة إلى إنهاء إصدارها، ولكنها تحتاج فقط إلى نهضة فكرية شاملة وإدارة محترفة ذات خبرات أدبية وثقافية وتسويقية أيضا، واهتمام أكثر من قبل الدولة حتى تعود كما كانت عليه أيام الزمن الجميل! ولعلي متيقن أن الأخ إبراهيم المليفي قادر على ذلك! فألف مبروك لهذه المسؤولية الجديدة.


تعليقات

اكتب تعليقك