«التربية» وعدالة توزيع المعلمين - يكتب فيحان العازمي

زاوية الكتاب

فيحان العازمي 799 مشاهدات 0


النهار:

تعاني المناطق التعليمية من مشكلة أزلية تكاد تتكرر سنوياً مع بداية كل عام وكأننا لا نتعلم من أخطائنا ومشكلاتنا التي باتت تهدد العملية التعليمية وبالتالي تؤثر في مستوى تحصيل ابنائنا في المدارس، حيث تعاني معظم المناطق التعليمية من نقص شديد في تخصصات مختلفة مهمة مثل اللغة العربية واللغة الإنكليزية والرياضيات، وعلى الجانب الاخر هناك مناطق تعاني من زيادة شديدة في أعداد الكوادر التدريسية مما يضطر مدير المدرسة الى اعطاء نصابات قليلة جداً للمعلمين، وهذا في حد ذاته يمثل هدراً للطاقات التعليمية التي يجب استغلالها افضل استغلال وذلك بحسن توزيعها على المناطق التعليمية والمدارس، وبالتالي معرفة المدارس التي تعاني من عجز شديد وعلاج النقص بها وعلى سبيل المثال فهناك مدارس كثيرة في الجهراء والمناطق الجديدة تعاني من نقص شديد في تدريس معظم المواد الدراسية المهمة وكذلك الحال في مناطق حولي والعاصمة وبعض التخصصات في منطقة مبارك الكبير.
ولذلك أرجو من معالي وزير التربية وهو مثال للكفاءات الكويتية أن ينظر إلى هذا الموضوع حيث ان العجز الهائل في تدريس بعض المواد في مدارس مختلفة يخضع للاهواء والمزاجية حيث تم وقف قرارات النقل التي صدرت سابقاً ولا نعرف لماذا اوقفت فهل أوقفت لضغط من مسؤول ما أم لمصلحة شخص ما، لذا كلنا أمل في معاليكم أن تعطوا أوامركم إلى مديري المناطق والتواجيه الفنية بإعادة قرارات النقل السابقة التي تم الغاؤها، حيث كان من المتوقع انه في حال تنفيذ هذه القرارات كان يمكن معالجة الامر وسد العجز في مدارس كثيرة من المدارس التي تعاني من العجز.
كما انه ومع بداية عام دراسي جديد تكررت المشاكل التي تتكرر سنوياً ومنها زيادة الكثافة في الصفوف الدراسية من الطلاب حيث تعاني مدارس كثيرة من الازدحام الكبير، ما يؤدي الى التأثير سلباً على التحصيل الطلابي، لذا نتمنى من القائمين على الأمر في المناطق التعليمية معالجة هذا الخلل باعادة توزيع هذه الكثافات على الصفوف قليلة العدد.
إن مشاكل وزارة التربية بما تعانيه سنوياً لاشك انها ساعدت إلى حد كبير في تذيل الكويت في مؤخرة الدول في الاختبارات العالمية لقياس التحصيل الدراسي للتلاميذ في الرياضيات والعلوم واللغة الإنكليزية قراءة وكتابة. هذه النتيجة المخيبة جاءت على الرغم من الجهود التربوية الكبيرة والتوظيفات المالية الضخمة التي تنفقها الدولة على قطاع التعليم.
حيث يلاحظ من تكرار هذه المشكلات سنوياً ان مستوى التعليم في الكويت يتراجع عما كان عليه في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي مما يكشف عن جود أزمة متفاقمة تحتاج إلى حلول جذرية وقرار جريء.
حفظ الله الكويت وأميرها وأهلها من كل مكروه

تعليقات

اكتب تعليقك