نكاد نصاب بالجنون من جراء الانقلاب السياسي في المبادئ والمواقف السياسية، وكأننا في حلم ما بين الحقيقة والواقع أو أننا أغبياء نجهل الحقائق والوقائع! - يكتب وليد الأحمد

زاوية الكتاب

كتب وليد الأحمد 794 مشاهدات 0


الراي:

وهكذا انقلبت المعايير وتشقلبت الرؤوس ودارت العقول دورتها غير الطبيعية، ليصبح الحق باطلاً والباطل حقاً في هذا الزمن الذي ضاعت به القيم، وأصبحت المادة والاقتصاد والقوة هي الأساس المتين على الحق والمنطق وحقوق الإنسان!

خذوا عندكم مثالاً حياً متمثلاً في الولايات المتحدة، التي - بعد أن كانت دولنا العربية والإسلامية تهاجم سياساتها تجاه المنطقة وتندد بها لا سيما موقفها من القضية الفلسطينية - كيف أصبحت تسعى لإرضائها حتى لو هاجمتنا وتطاولت على حقوقنا!

اذهبوا إلى القضية الفلسطينية نفسها - التي كانت دولنا تدعمها وتتحمل المآسي من أجل الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة - كيف تخلت عنها وأصبحت تتجاهلها، بل وتستمتع بما يحدث للفلسطينيين لا سيما في غزة من غارات إسرائيلية تدك أراضيها وتقتل أهاليها وتخرج من دون ضجة أو ضجيج عربي، كما كان إلّا من رحم الله من دول ما زالت ترفع رأسنا في المحافل الدولية ومنها بلدي وبلا فخر!

إسرائيل أيضا ذلك الكيان الغاصب - الذي كنا بالأمس نندد بمشروعاته الاستيطانية ومستوطناته اليومية ونقف صفاً واحداً ضده في الأمم المتحدة - كيف أصبحت دولنا اليوم تلهث خلفه لتقيم العلاقات المشتركة معه واللقاءات الظاهرة منها والباطنة وتمهد الأرض العربية لفتح سفارات في بلادنا من أجل معايشة الأمر الواقع وإغلاق ملف شيء اسمه احتلال إسرائيلي لفلسطين أو القدس عاصمة فلسطين!

اذهبوا إلى سورية الجريحة وشاهدوا الدمار الذي خلفه نظام بشار الأسد وإرهابه في حق شعبه من براميل متفجرة وقتل وتعذيب وتشريد، وبطلب مساعدة من روسيا وحليفتها إيران في حرق البلد.

راقبوا كيف تحول المشهد نحو بقاء بشار في الحكم، وأنه المخلص له وأن الشعب السوري هو المعتدي، الذي لم يقدر النعمة التي أعطاها له بشار!

اتجهوا إلى اليمن، فبعد أن كانت القبضة واحدة لمساندة الحكومة الشرعية في مواجهة الحوثيين الذين أجرموا في حق البشرية، كيف أصبح البعض يدافع عنهم اليوم، ويساندهم وكأن الحوثيين هم الحكومة... وأن الشرعية باطلة وعليها أن ترضخ للأمر الواقع!

على الطاير

- نكاد نصاب بالجنون من جراء الانقلاب السياسي في المبادئ والمواقف السياسية، وكأننا في حلم ما بين الحقيقة والواقع أو أننا أغبياء نجهل الحقائق والوقائع!

ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع بإذن الله... نلقاكم!

تعليقات

اكتب تعليقك