محمد العوضي يكتب: «الداخلية».. «التربية».. ومخدرات المدارس

زاوية الكتاب

كتب محمد العوضي 813 مشاهدات 0


الراي:

في سنوات التدريس الأربع الأخيرة رصدت شكاوى، ولاحظت ظواهر لم تكن موجودة بالشكل الذي عليه الآن بين الطلبة، منها الغياب المفاجئ لطالب مواظب على الحضور أو تغيبه عن اختبار آخر الفصل الدراسي.
ومن طبيعتي متابعة مثل هذه الحالات والاستفسار عنها حرصا عليها...
فأكتشف من خلال التواصل مع من يعرفهم من زملائهم الطلبة أو بالاتصال المباشر مع ذويهم، لوجود أرقام هواتف الطلبة في كشف الحضور والغياب أن الطالب قد سقط ضحيةً لتجار الموت وسماسرة المخدرات!
ليس الهدف من المقال شرح وتأكيد الاستهداف الدولي لمنطقة الخليج وإغراقها بهذه السموم طمعا بالمال، كما أن المقال ليس لبيان تطور المخدرات وازدياد خطورتها ودخول الأصناف الكيميائية سريعة التأثير والتدمير وصعوبة التخلص من آثارها.
لكن ما أطلبه من وزارتي الداخلية والتربية التعاون في نشاط مكثف توعوي واسع يغطي المدارس على مدار العام، يشترك فيه مختصون ومهتمون من رجال الأمن وعلم النفس والشريعة يطوفون على المدارس بمنهجية مدروسة وخطة مرسومة لتكون محاولة جادة في طريق التحذير من آفة السموم البيضاء بأصنافها ولتوعية الجيل المستهدف بخطورة الإدمان أو مجرد محاولة التعاطي، لأن الخطوة الأولى هي سبب الانزلاق والوقوع في براثن المخدرات ومستنقعها.
أعتقد أن المدارس هي المكان الأمثل لإلزام الأبناء بالاستماع المركز للنصيحة والتوجيه وبالوصول إلى توعية هذه الفئة، سيعم التوجيه كل البيوت والمجتمع.
كلنا سمع أو قرأ أو ربما شاهد بعض ضحايا المخدرات، وكيف حولهم التعاطي من أناس أسوياء إلى أشباه بشر ووحوش كاسرة مستعدة لفعل كل الموبقات في سبيل الحصول على جرعة المخدر.
فقد سمعنا وقرأنا عن الاعتداء بالضرب على الوالدين أو قتل الأشقاء أو غيرهم لسلبهم أموالا تؤمن لهم قيمة الجرعة من سموم الموت، غير مدركين لعاقبة جريمتهم النكراء وغير مقدرين لحجم الكارثة التي أقدموا عليها، فضلا عن توريط أنفسهم بالديون وعمليات النصب والاحتيال والسرقة والاعتداء على الأعراض، ونشر الموبقات في المجتمع وما ينشأ عن ذلك من ضرب لقدسية الأسرة وقيمها الأخلاقية وما يترتب على ذلك من نتائج خطيرة قد تودي بمجتمعنا الصغير الآمن المسالم.
مسؤولية التوعية المجتمعية من آفة المخدرات تقع على عاتق الجميع، مؤسسات حكومية وجمعيات نفع عام وأسر، ولن نتمكن من تطويق هذه الآفة ووقاية أبنائنا وبناتنا منها إلا بانتهاج الشفافية في إعلان الأرقام الحقيقية لمن ابتُلِيَ بهذه المصيبة، وتضافر جهود الجميع من إدارة مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية ووزارة التربية وجمعية بشائر الخير ووزارة الإعلام، يجب أن تكون هناك هبَّة مجتمعية لوقف نزوح المخدرات في المجتمع، ثم يجب تفعيل القوانين الرادعة التي تنص على إعدام تجار الموت من مهربي المخدرات ومروجيها، الذين يتسابقون لقطف زهرة شباب هذا الوطن.
المخدرات يا سادة باتت قضية أمن وطني، تفت عضد الدولة ولا بد لنا من جهود توعوية رادعة تتغلب على جهود تجار المخدرات أو توازيها على الأقل، كي يحفظ الله هذا الوطن وينعم أهله بالأمن النفسي والسلام المجتمعي.
والله الموفق لكل خير.

تعليقات

اكتب تعليقك