يوسف عبد الرحمن يكتب عن السُّخرة والتعنيف! في المنزل المجتمع والعمل

زاوية الكتاب

كتب يوسف عبد الرحمن 488 مشاهدات 0


الأنباء:

السُخرة في النظام الإقطاعي قديما كانت تعني خدمات إجبارية من العبيد لسيدهم.. اليوم كنت أعتقد أن الأمر انتهى، لكنني فوجئت بعدد من الإيميلات والواتسابات (تشكو) الأمرين بأن هذا موجود وإن كان غير ظاهر!

أعتقد ان كثيرا منكم الآن عرف الموضوع الذي أطرحه وهو أنه مازال هناك «كثير» من الناس يعتبرون «شغلك وجهدك وعملك» غصبا عنك وأنك أنت مسخّر له.

تقول إحدى القارئات: إن أمي وإخواني تحديدا يمارسون عليَّ كثيرا من «الضغط والسُخرة» وأحيانا كثيرة «التعنيف اللفظي» دونما التفات إلى آدميتي، وانني إنسانة لها شعور وأحاسيس!

أحد الاخوة من الجنسية الهندية يصلي معي في المسجد يقول: إن المعزب يعتبرني «خادما» له كده بالضبط دون مراعاة لحقوقي فهو يسخّرني في أعمال فوق طاقتي دون كلمة شكرا.

إذن هناك ايضا موظفون يعتبرون «مديرهم» يسخّرهم بمعنى «الآمر والمأمور» دون حدود ولا مراعاة لمشاعرنا كبشر.

عزيزي القارئ! إذا استيقظت صباحا قل اللهم «سخّرني» لخدمة عبادك.. تكسب!

لست هنا أقصد بالسُخرة ان يضحك عليك الناس، إنما أن تخدم الناس مسخّرا من الله لنيل رضاه عزّ وجلّ!

هناك للأسف من يستغل «منصبه - علاقاته» فيبدأ بمعاملة الناس ك«عبيد أرقاء» عنده!

لهذا إذا زاد الإنسان في «غشمرته» وتطاول هازئا دخل في باب التهكم والاستهزاء!

لهذا كله «السُخْر» الذي أقصده أن تنتقص من الناس الذين حولك وتعاملهم كأنهم حيوانات؟!

كلنا يذكر «السُخرة» في حفر قناة السويس!

لقد جاءت الثورة الفرنسية لتزيل السخط الذي وصل له الشعب من نظام السُخرة!

الإنسان اليوم في الألفية الثالثة يتطلع إلى معاملة إنسانية من محيط أسرته وعمله وجيرانه وكل مجتمعه.

زمن العبودية ولّى إلى غير رجعة!

ومضة: ألفت النظر إلى أهمية العاملات في المنازل فالبعض لايزال ينظر إليهن على أنهن «تجارة بشرية»!

لكن مع تطور الأحداث صار هناك الكثير من التشريعات التي تحمي هذه الفئة بيننا وأعتقد ان أمتنا بحاجة إلى حملات وطنية توضح حقوقهن بعيدا عن الاستعباد والاستغلال حتى لا ندخل في قضية الاتجار بالبشر!

آخر الكلام:

لله سـلَّمتُ أمرا لستُ أعلمهُ

مالي على حملهِ لكن سأرضاهُ

ربّاهُ لولَاكَ لا سندٌ ولاَ أحدٌ

فأنتَ حَسبي.. وَحَسبي أنَّكَ اللهُ

زبدة الحچي: أنا وكثير من أمثالي لا نحب اللوم والعتاب ويستطيع أي إنسان إيصال ما يريد بقليل من الكلمات ولهذا علينا جميعا أن نحاذر من أن نعنف الطفل والمرأة والشيخ الكبير والعامل المنكسر فالتعنيف اللفظي يصيب أكثر من العنف الجسدي!

إن التعنيف له آثار نفسية مدمرة خاصة العنف الأسري!.. في أمان الله.

تعليقات

اكتب تعليقك