يوسف عبدالرحمن يكتب: "شكو ماكو" تفتح آفاقاً رحبة من التساؤلات.. فمن المجيب؟

زاوية الكتاب

كتب يوسف عبد الرحمن 523 مشاهدات 0


الأنباء:

بعد طرد الجيش العراقي الصدامي من الكويت وخلال الـ 7 أشهر المريرة عام 1990م ترك عندنا (المحتل) عبارة (شكو ماكو)!

وشكو ماكو.. مصطلح عراقي إن جاز التعبير!

ومعناه: عن أي شيء يمكنك إخباري عنه!

واضح أسلوب تحفيزي للطرف الآخر كي يتحدث ويتم تبادل الأحاديث.

بمعنى أدق أُريد معرفة أي شيء حصل، وأي شيء لم يحصل!

قولي شنو الجديد!

طبعاً الرد: ماكو شي!.. وأحيانا مع الزيادة.. وداعتك!

وهذا التعبير شائع ويستخدم في العراق للسؤال عن أحوال الآخرين، وهذه (جملة إلزامية) عند الإنسان العراقي يستهل بها دائما عباراته وأخباره!

طبعا تتنوع هذه العبارة، فمثلا عندنا: شلخبار عندك؟ شعلومك؟

ها طمني شنو الأخبار؟

عطني الزبدة، شنهي الأخبار؟

حفيدي (يوسف) يضحكني في (زوارته) عندما أسأله عن شيء.

أحيانا هو يبادر ويرد علي (شكو شكو)!

وكثير من هذا الجيل يردد (شكو شكو) المحرفة من (شكو ماكو)!

ولأن الواحد منهم ما يعرف وين الله (قاطه) يردد شكو شكو!

شكو ماكو.. لفظة عراقية عُرف بها أهل العراق واشتهروا بها بين كل الدول والشعوب والمقصد هو السؤال: عن الأحوال والأخبار الجديدة، أما أصلها فيقال إن (ماكو - اكو) من بقايا اللغة البابلية القديمة عندما لا يوجد شيء نقول (ماكو واكو) عند وجود ذلك الشيء (كون) للشيء الموجود و(ماكون) للشيء غير الموجود، فحذفت النون باللهجة الدارجة وصارت أكو = اكو.. وماكون = ماكو، وهذه الألفاظ وغيرها من اللهجة العراقية القديمة التي مازالت موجودة على الألسن ويتداولها الناس عبر الأجيال.

يقول لي أحد الإخوة العراقيين إن ثلاثة «أميركي وياباني وعراقي» وقفوا عند (أحدث) كمبيوتر عالمي فسأل الأميركي الجهاز عن عدد الدول في العالم وأسمائها ومساحاتها وحجم السكان فيها، فأجاب الجهاز السائل بالأرقام.

ثم سأل الياباني عن الصناعات وحجم التبادل التجاري بين اليابان ودول العالم ومعدل النمو السنوي فأنجز الكمبيوتر الإجابة، وجاء دور العراقي الذي وقف أمام الجهاز مختصرا أسئلته فقال موجهاً كلامه للجهاز: شكو.. ماكو؟ فبدأ الجهاز يدفع بالإجابات حتى سخن وشبت فيه النار لعظم السؤال واستحالة الإجابة عليه.. وهكذا يتضح حجم عظمة كلمة (شكو ماكو) في الحاضر واستشراف المستقبل!

٭ ومضة: تعال طبق ما قلت في منزلك!

الزوج للزوجة: ها.. شكو ماكو؟

العيال في دواماتهم والأحفاد ما يابهم كومار السائق!

وميري الخدامة اليوم مريضة!

الطباخ رايح يطلع بطاقته المدنية ويقول يبي بطاقة عافية، ليش بس كويتي ياخذ؟!

ها.. نسيت أقولك بنروح العزاء وبعدين الاستقبال!

٭ آخر الكلام: شكو ماكو.. في ملف الأمطار الأخيرة؟

وتأتيك الإجابة عراقية صرفة: كل شيء اكو.. بس حظ ماكو!

٭ زبدة الحچي: Shakoo-Makoo تعبير اجتماعي عراقي قديم يُستخدم عن أحوال الآخرين!

هناك من يُكمل اللفظة بإضافة: شكو ما ماكو إن شاء الله كل شيء تمام؟

جملة يقولها كل العراقيين عند لقاء أحدهم للآخر وهي (كود) معناها ببساطة شنو الأخبار.

وأختم شكو ماكو.. في ملف الإسكان؟

- في ملف التجاوزات والفساد؟

- في ملف التعليم؟

- في ملف الزحمة المرورية؟

- في ملف العلاج في الخارج؟

- في الملف الرياضي؟

- في ملف التركيبة السكانية؟

شكو ماكو.. تفتح آفاقاً رحبة من التساؤلات، فمن المجيب؟

لا تقل: شكو شكو.. قُل: (شكو ماكو) چذي هي الصح!

بقي أن أُذكر أن (شكو ماكو) أغنية للمطرب عيسى الوعد ومن كلمات سعيد النعيمي وألحان سلطان السيف!

تعليقات

اكتب تعليقك