صالح الشايجي يكتب: عاصمة النور حولها الأشرار إلى عاصمة النار

زاوية الكتاب

كتب صالح الشايجي 615 مشاهدات 0


الأنباء:

لست أدري ما هي العلاقة بين احتجاج الناس وتظاهرهم ضد قرار حكومي أو إجراء اتخذته حكومة ما وبين التخريب والتكسير والحرق واستعمال العنف.

والغريب أن أولئك المحتجين المتظاهرين يدعون أن حبهم للوطن هو الذي أخرجهم ودعاهم للتظاهر، ولا أدري كيف يكون حب الوطن بتكسير منشآته وتدمير ما هو قائم وحرق ما يقبل الحرق.

أقول هذا من وحي ما يجري في باريس التي وصفوها تاريخيا بـ«عاصمة النور» وهي فعلا كذلك ولكن الأشرار حولوها إلى «عاصمة النار».

ومما زاد غيظي وأثارني فيديو متداول لشاب عربي من ضمن المتظاهرين أكرمته فرنسا واستقبلته ومنحته حقوق المواطنة، ورغم ذلك تنكر لها وخرج يحرق ويدمر ويؤذي رجال الأمن ويهدد أرواح الناس ويقوض أمن البلاد.

هو ليس وحيدا بين تلك الصفوف الشريرة بل هناك آلاف على شاكلته ممن طرقوا أبواب الغرب حفاة عراة شعثا غبرا جياعا خائفين، سقتهم بلدانهم كؤوس العذاب وأذلتهم وشتت شملهم، فلما أكرمهم الغرب وفتح أبوابه لهم وأدخلهم وكساهم بعد عري وأطعمهم بعد جوع وأمنهم بعد خوف، تنكروا له وطعنوه وجرحوه وخانوه، فراحوا يسبون ويلعنون ويستهزئون بأهل الغرب وعاداتهم ومعتقداتهم الدينية وطرق معيشتهم وثقافتهم، وكأنهم هم المتفضلون المتكرمون الباذلون الأسخياء، وفريق كبير منهم يحترفون الجريمة ويعملون في أمور غير قانونية وغير أخلاقية، يملأون الأزقة السوداء ويحترفون كل ما يندى له الجبين من رذائل ودناءات.

وقبل هذا الشاب رأينا اللاجئ العربي الذي يتعالى على المؤونة الغذائية التي تقدم له في إحدى دول الغرب ويرميها بتأفف واحتجاج دون حياء ولا خجل.

وكذلك رأينا مجموعة من الآسيويين المسلمين المهاجرين إلى بريطانيا وهم يسيرون مظاهرة في إحدى المدن البريطانية ويهددون مواطنيها، حتى أن المذيعة التي صورت التقرير تقول لأحدهم: هذه مدينتي وأريد أن أزورها فيرد عليها بغضب ويهددها.

قبحوا وقبحت أفعالهم، إنهم نتاج ثقافات القمع والاستعباد والتبعية والانحطاط التي نشأوا عليها في بلدانهم، وحين يجدون فرجا يخرجون مخزونهم من تلك الثقافات القبيحة المتعفنة في دواخلهم.

وبالطبع هذا لا يعكس أحوال جميع المهاجرين إلى الغرب فمنهم من حمل الجميل وأصبح فعالا في مجتمعه الجديد وعنصر بناء لا هدم كأولئك الغوغاء المدمرين.

تعليقات

اكتب تعليقك