حسن العيسى يكتب " الدول التي لديها مصدر دخل آحادي ، والقرار السياسي فيها بيد القلة مستقبلها في مهب الريح"

زاوية الكتاب

كتب حسن العيسى 634 مشاهدات 0


لماذا مشروع التقاعد المبكر؟ وما حاجة الدولة ومستقبل أجيالها لحفل المفاوضات والمساومات بين المجلس والحكومة لكسب "الود السياسي"؟ وما أكثر ما يثير السأم، دون جدوى، تكرار عبارة "الود السياسي" أو مثلها عبارة "الترضيات السياسية" على حساب مستقبل لا يبشر بالخير أبداً، لكن من يقرأ بوعي، ومن يقلق على الغد في بلد الكل فيه مشغولون بلحظة الحاضر؟.

الحكومة دخلت في تفاصيل مشروع صفقة القانون مع النواب في حجم تكاليفها وتفاصيلها، ولم يسأل أحد من النواب الذين طرحوا فكرة قانون التقاعد المبكر، ما إذا كانت هناك حاجة حقيقية لهذا التقاعد المبكر غير الحجة المستهلكة بإتاحة فرص العمل للشباب القادمين لسوق العمل، وتفرغ المرأة لشؤون المنزل. هل فكر هؤلاء النواب في 400 ألف قادم لسوق العمل خلال السنوات القليلة القادمة؟ وكيف سيتم توفير ميزانية، إذا لم يكن لرواتبهم، فعلى الأقل لدعمهم مالياً حتى يجدوا العمل المناسب؟! انهمك هؤلاء النواب، ومعهم حكومة تخشى النقاش العقلاني المبني على الرؤية المستقبلية، لأنه دائماً هناك التهديد بقضايا الفساد بالدولة، وهي كعب اخيل الحكومي الذي يقلق مضجعها، فيتم التوقيع على صفقات البؤس لحرق القادم.

كم مرة ترددت مقولات تكاد تكون قاطعة، في معظم الدراسات والمقالات الأجنبية الرصينة، بأن أسعار النفط لن تعود كسابق عهدها قبل 2014، مثلما ذكر أيضاً تقرير الشال؟ لا أحد يقرأ لا من الجانب الحكومي ولا من النواب، نزلت أسعار النفط في الشهور القليلة الماضية بنحو %29 لكن من يكترث. "لوبي" مشروع قانون التقاعد المبكر يقول إن السلطة تقدم القروض والمساعدات بالمليارت لدول أجنبية وأهل الكويت أولى بهذه الأموال التي تنفق من باب ميزانية دبلوماسية الدولار، فهل هذا كعب أخيل آخر للسلطة؟!

في الدول التي تعتمد على مصدر واحد للدخل مرهون بالسوق مثل دولنا، والقرار السياسي فيها يتركز عند القلة، مستقبلها في مهب الريح، غير مضمون، هل هناك من يستوعب؟!

تعليقات

اكتب تعليقك