زايد الزيد يكتب: الفساد.. لب المصائب

زاوية الكتاب

كتب زايد الزيد 561 مشاهدات 0


النهار:

تردني في بعض الأحيان استفسارات عن سبب تركيزي في الكثير من المقالات التي أكتبها على الفساد والتنفيع ووجوب محاربتهما وتصدي رجال الدولة والسياسة لهما، وكأن البلاد خلت من قضايا أخرى مهمة يجب علينا أن نكتب عنها.

والجواب هو أنني أعتقد اعتقاداً تاماً لا لبس فيه بأن الفساد السياسي وما يجره من فساد اقتصادي ومن ثم اجتماعي، هو العامل الرئيس في تدمير الدول وتحطيم المجتمعات إلى غير رجعة، وأنه كلما زادت حالات الفساد ارتفعت معدلات السخط الاجتماعي، وتوقفت معدلات النمو الاقتصادي خصوصاً مع انخفاض أسعار النفط والتي تعد موردنا الرئيس والوحيد، بالإضافة إلى الحروب التجارية المستعرة بين الدول العظمى بعد صعود اليمين المتطرف في أوروبا وفوز الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتفشي سياساته الفاشستية.

والفساد الذي يجعل الشعوب ساخطة ويفقد ثقة المواطنين في منظومة الدولة وفي وجود العدالة في البلاد، هو أشد خطراً على الأمم والدول والمجتمعات من الحروب الخارجية، إذ إننا استطعنا وبحمدالله عبور أحلك أزمة مرت في تاريخنا وهي الغزو العراقي الغاشم بسبب إيمان المواطنين بالنظام الحاكم وبالعقد الاجتماعي بين السلطة والشعب.

لكن الفساد - الذي أخشى أنه وصل في أيامنا إلى مرحلة لا يمكن السكوت عنها - تفشى في الكويت لدرجة أن ترتيبها في مؤشر الشفافية العالمي وصل إلى 85 من أصل 180 دولة حول العالم، وهو أسوأ ترتيب تصل له الكويت منذ عام 2003.

ختاماً، ما يحدث في العالم اليوم، وبالتحديد في الدول الديموقراطية العريقة مثل فرنسا وبلجيكا وهولندا من احتجاجات لجماعات «السترات الصفراء» احتجاجاً على الفساد الاقتصادي وسوء الأوضاع المعيشية هو مؤشر على أن عدم محاربة الفساد حتى في أكثر الديموقراطيات عراقة قد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه.

تعليقات

اكتب تعليقك