وليد الرجيب يتساءل: كيف نداري خجلنا من إخوتنا في الخليج؟

زاوية الكتاب

كتب وليد الرجيب 752 مشاهدات 0


الراي:

في الشهر المقبل سيتم تكريم الفائزين من المبدعين الكويتيين بجوائز الدولة التشجيعية والتقديرية، وذلك تحقيقاً للمبدأ الدستوري، أن الدولة ترعى الفنون والآداب، وتعمل على تشجيع المبدعين من أبنائها.
وفي الوقت نفسه تتجاهل الحكومة هذه المادة من الدستور، من خلال رقابتها المتعسفة على الإبداع وحرية التعبير، بشكل يعني إفراغ الدستور من محتواه، أو عدم الاعتراف بهذه الوثيقة وهذا القانون الأساسي، الذي ينظم الحياة العامة في الكويت، والمضحك المبكي أن بعض هؤلاء المبدعين المكرمين، قد منعت لهم أعمال إبداعية.
بل لم تكتف رقابة وزارة الإعلام، بتقييد حرية المبدعين والمؤلفين الكويتيين، وتضييق فضاء الإبداع وقصقصة أجنحته عبر خنق الحريات، حيث لا إبداع ولا تفكير ولا اطلاع من دونها، بل مارست سلطاتها على المؤلفات العربية، التي تأتينا من الخارج، مما جعل دور النشر العربية، تحجم عن جلب أفضل وأحدث ما تنتجه، خصوصاً وأن المنع قد يطول كتباً كان مسموحاً بتداولها لسنوات طويلة.
ولم تقتصر مفاجآت الرقابة على ذلك، بل طال مقصها المجلات الثقافية الخليجية والعربية، فأخيراً منعت الرقابة العدد 96 من مجلة «نزوى» الثقافية العمانية، وهي مجلة في غاية الرصانة، وذلك بسبب مقال الباحثة المغربية فاطمة المرنيسي، الناشطة النسائية المغربية، وهي من الباحثات الجادات في الساحة الثقافية العربية.
وقد أرسلت إدارة تحرير المجلة بياناً جاء فيه، «إن هذا المنع يطرح سؤالاً جاداً على الثقافة المنتجة في الكويت، التي لطالما كانت تحسب لها الريادة، في الانفتاح الخلاق على صندوق الآداب والفنون المختلفة، السباقة زمنياً ودستورياً في منطقتنا».
وقال الكاتب العماني سعود الحارثي: «إنه أمر يثير الدهشة والحيرة، أن تمنع نزوى في بلد لها تاريخها العريق والمشرف، في تشجيع الحريات والانفتاح على الثقافات، وإنجازاتها المتقدمة في العمل المسرحي والدراما، وتشجيع ودعم الثقافة بشكل عام، وتعدد الصحف بمختلف توجهاتها».
أليس عيباً في حق الكويت والثقافة الكويتية، أن تمنع الحكومة مجلة ثقافية «خليجية»؟ بينما كانت الكويت سابقاً، منبعاً ومصدراً للثقافة المستنيرة، والتي كان ينهل منها إخوتنا في الخليج وفي الدول العربية.
فإلى أي درك وصلنا، وإلى أي هوة انزلقنا بعدما كنا في القمة؟ هذا الفعل المتخلف عن الزمن، وضعنا في موقف محرج ومخجل، أمام أشقائنا في دول مجلس التعاون، وهذا الوضع لا يجعلنا نتفاءل بمستقبل الثقافة، ولا برؤية الكويت الجديدة عام 2035، ولا بمستقبل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الذي أصبح في مهب الريح.

تعليقات

اكتب تعليقك