#جريدة_الآن - جاسم التنيب يكتب: بأيدينا لا بأيدي أعدائنا!

زاوية الكتاب

كتب جاسم التنيب 458 مشاهدات 0


الأنباء:

يقول الله تبارك وتعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ـ الحجرات: 6).

ويقول عز وجل: (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ـ الروم: 41).

فالله الخالق يخبرنا في كتابه العزيز بأنه يجب على المؤمنين إن جاءهم فاسق بخبر أو نبأ أن يتبينوا صدق ما يقول، ويتحرّوا الأمر بدقة، ولا يظلموا قوما آخرين فيقع الظلم بينهم، والفُرقة والبغضاء.

كما أنه ينبهنا تبارك وتعالى بأن الفساد الذي ظهر في البر والبحر وقع بسبب أفعال الناس أنفسهم، وما صنعته أيديهم، واجترته بفسادهم وظلمهم، وغشّهم، وخداعهم بعضهم البعض.

وإذا نظرنا إلى حالنا اليوم، لوجدنا أن الفساد ساد وعمّ، وأصبح ينخر في حياتنا ومجتمعنا ومؤسساتنا بل حتى بيوتنا كما ينخر السوس في الشجر. بات الفساد هو العملة الرابحة والرائجة عند الناس إلا من رحم ربي، بعد أن أوجدوا له مسوغات شيطانية، وحججا تناسب أهواءهم الملوثة، في مخالفة صريحة وواضحة لشريعة الإسلام وقانون ودستور الدولة، حتى أصبح حقا مكتسبا وأصيلا عند أمثال هؤلاء.

وأضحى تصديق الأخبار الكاذبة والملتوية من أهل الفسق هو الأساس الذي نمشي عليه، فلا أحد يهتم بالتثبت من الخبر، أو البحث عن تلك الشائعة، أو الاهتمام بالبرهان والدليل الواضح، فنتج عن ذلك اتهام البعض، ورمي الآخرين بالبهتان، حتى طال الأمر الأعراض.

إن الاخلاق إذا انحدرت ضاعت معها الشعوب، والفساد إذا انتشر حطم معه البلاد، والعدالة اذا اهتزت، وانكسر ميزانها. العدالة وهي ملاذ الناس الأول تصبح أول شيء يهربون منه خشية أحكامها المائلة، والجائرة، والظالمة!

فكيف نأمن شرور الفساد وظلماته وقد ظهر في البر والبحر والجو، وأصبحنا نستنشقه في هوائنا؟!

تعليقات

اكتب تعليقك