رئيس تحرير النهار المصرية يكتب قراءة سريعة للمشهد الانتخابي الكويتي :

محليات وبرلمان

1918 مشاهدات 0


 

اسامة شرشر : التجربة البرلمانية الكويتية استثنائية في التميز والإبداع .
البرلماني الكويتي بحاجة لفك شفرة الكيانات الطائفية والقبلية لضمان سلامة الجبهة الداخلية
وعي المرأة الكويتية جعلها شريكا أصيلاً في التنمية
الوهج الزائد للأنياب النيابية قد يؤدي الى الاحتراق السياسي
مطلوب توجيه البوصلة الانتخابية لصالح الوطن والمواطن
الناخب الكويتي قادر على ضبط ايقاع عمل السلطات من خلال اختياره الواعي .
 
 

اكد رئيس تحرير صحيفة النهار المصرية اسامة شرشر أن التجربة البرلمانية الكويتية تعتبر الابرز في التميز والابداع على المستوى العربي عامة والخليجي بوجه خاص واصفاً إياها بأنها حالة برلمانية استثنائية متميزة.

وقال شرشر في تصريح صحفي بمناسبة وجوده في الكويت بدعوة رسمية من وزارة الاعلام لمتابعة الانتخابات البرلمانية التي تجري مطلع الأسبوع المقبل .

قال : إن التجربة الكويتية بحاجة إلى إحداث نقلة نوعية جديدة للعمل النيابي ، يكون من شأنها الحفاظ على المكتسبات البرلمانية ومضامينها الرقابية في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية .

وأضاف قائلاً : أنا لست مبالغاً إن قلت إن البرلمان الكويتي يعتبر أفضل برلمان عربي ، بل هو من افضل البرلمانات العالمية من حيث الأداء والرقابة على السلطة التنفيذية ، مستدركاً وإن كان البرلمان الكويتي لا يزال بحاجة إلى إجادته لفك شفرة ورموز الكيانات القبلية والطائفية لأن الكويت لا تحتمل مثل هذه الأجندات التي قد يكون لها امتداد داخلي أو خارجي.

وقال : ولقد كان سمو أمير البلاد دقيق في تعبيره عندما أصدر مرسوم حل البرلمان وهو يقول ' لقد فاض الكيل ' وهذا يعني ا ن الفرصة التي منحها سمو الأمير لإعادة ترتيب الحياة النيابية واستقامة نهجها تقترب من الفرصة الأخيرة.

 


توقعات السباق الديمقراطي


وعن توقعاته للنتائج التي سيسفر عنها السباق البرلماني في العرس الديمقراطي الذي تعيشه الكويت من خلال متابعاته قال : لقد رأيت خلال جولاتي على بعض المقرات الانتخابية ومتابعاتي للعددي من ندوات المرشحين في مقراتهم الانتخابية والديوانيات أن الكويت تمر بمرحلة دقيقة وعلى الشعب الكويتي ان يختار نوابه بعناية فائقة بعد أن يسقط من حساباته من يعمل لمصالحه الخاصة أو من يشعرون فيه عدم اهتمامه بقضايا الكويت الرئيسية ممن قد يغلبون مصالحهم على مصلحة الكويت.

وأضاف قائلاً : ولقد لفت نظري من خلال المتابعة ذلك الحضور النسائي الملفت للنظر والمثير للإعجاب من الوعي الذي وصلت إليه المرأة الكويتية للمشاركة في العملية الانتخابية والذي جعلها تتصدر المرأة العربية من خلال هذه المشاركة الفاعلة فضلاً عن وجود أكثر من  18 مرشحة تطمح إلى الوصول إلى قبة البرلمان .

وقال : إن اختيار الناخب الكويتي لإيصال النساء الفاعلات لكرسي البرلمان رسالة ايجابية للعالم وإثراء للحياة النيابية الكويتية على اعتبار أن المرأة عنصر فاعل وعضو أصيل في المشاركة الشعبية والبرلمانية ، وقد أن الأوان لوصولها إلى البرلمان لتحافظ على صدارتها وريادتها للعمل النسوي الخليجي فضلاً عن استكمالها لمشوار المرأة التي وصلت على مكانة مرموقة من المناصب الوزارية والنيابية في بعضا لدول الإسلامية بمصر وباكستان واندونيسيا وغيرها ، وعدم الالتفات لبعض فتاوى الفضائيات التي لا تريد للعالم العربي التقدم من خلال الممارسة السلمية ، وحذر من نظرية المؤامرة التي سيتكون مضارها أشد إذا جاءت بتوجيهات خارجية وأجندات خاصة تنفذ من خلال أيادي داخلية.

تجربة الكويت

وعن مدى استفادة العالم العربي من تجربة ا لكويت البرلمانية قال اسامة شرشر : إن تجربة الكويت النيابية بحق نموذج جدير الدراسة والبحث بل يمكنني القول عنها : إن العمل النيابي الكويتي نضج وبرزت له أنياب نيابية وأخشى أن يؤدي ذلك به إلى الإحتراق السياسي إذا استمر في إصدار الوهج الزائد في الممارسة النيابية عن طريق بعض العناصر التي توصف بالتأزيمية أو ممن يحرصون على تنمية مشاريعهم الخاصة أو يمارسون الصفات السرية على حساب الصالح العام .

وقال : وأستطيع القول : إن البوصلة البرلمانية الكويتية يجب أن توجه لصالح الوطن والمواطن بعيداً عن الحسابات الداخلية أو الخارجية نظراً للوضع الأقليمي للكويت الذي لا تحسد عليه.


سلبيات التجربة


وعن سلبيات التجربة البرلمانية الكويتية من خلال المشاهدة على أرض الواقع للعرس الديموقراطي يقول أسامة شرشر : من المؤكد أن عصر الأنبياء انتهى بختام الرسالة المحمدية وأن زمن المدينة الفاضلة ولى من بين أظهر الناس ، وبالتالي فإن أي عمل ببشري مهما  كان ناجحاً وطيباً لا يخلو من المثالب ، وأكثر ما لامسته في التجربة البرلمانية الكويتية حالة الصراع والصدام شبه الدائم بين جناحي السلطة ' التشريعية والتنفيذية '، رغم ان هذان الجناحان مكملان لرسالتهما في خدمة الوطن والمواطن ، وبالتالي لابد من وضع جملة من الأسس السليمة التي يمكن على أساسها سد الفجوة التي نجمت عن هذا الصدام لتأمين مستقبل الكويت بشكل خاص.

بل آن الأوان ان يكون هناك تفكير جاد في إنشاء أحزاب أو منابر يمكنها العمل لآلية منضبطة لضبط الايقاع داخل السلطة النيابية ، واعتقد أن أفضل من يمكنه ضبط هذا الايقاع هو الناخب الكويتي من خلال آلة اعلامية مستنيرة توعي المواطن بثوابته وحقوقه ليختار على أساس الكفاءة والعطاء والعلم لا على أساس المجاملة والنفاق ، ومن ثم يمكن الوصول إلى المعادلة الصحيحة لدفع مسيرة التنمية الحقيقية للوطن والمواطن ، واضاف قائلاً : ولأن التجربة ا لكويتية حالة استثنائية ورائدة بل وتعتبر قاطرة التنمية في منطقة الخليج فإن الوصول إلى حلة وئام سياسي بين السلطات بات ضرورة بعيداً عن ما أسموه بالتأزيم الذي أعتبره يجب ان لا يكون لأن النائب مطالب بدور رقابي وتشريعي ومن حقه المتابعة والمسائلة والمحاسبة وبالتالي إطلاق مصطلح التأزيم غير صحيح ، بل ويستفز المراقبين كما يستفزهم حديث البعض عن إستخدام المالك الرخيص من قبل قلة قليلة تحاول التأثير على رأي الناخب وإن كنت أقول إن الناخب الكويتي واعي وواعي جداً لا تنطلي عليه مثل هذه الأعمال.

ويمكنني القول : إن الناخب الكويتي يوثق في اختياره  خاصة وأنهم يدركون أمام تحد كبير تقف ليه على أعتاب مرحلة جديدة تكون فيها أو لا تكون.

 

الآن: المحرر المحلي

تعليقات

اكتب تعليقك