#جريدة_الآن مصطفى الصراف يكتب : الحركة الصهيونية والإسلام السياسي

زاوية الكتاب

كتب مصطفي الصراف 564 مشاهدات 0



القبس
بعد الأسر البابلي اتجه حاخامات اليهود وشعبهم إلى بلاد البلقان، حيث كان يحكمها ملك وثنيٌّ، وقد تغلغل اليهود في مراتب الدولة حتى بلغوا عتبات مليكها، وأقنعوه بدينهم الذي اختطه حاخاماتهم وهم في الأسر البابلي فعممه الملك على بلدان البلقان الواقعة تحت نفوذه، حتى ولادة السيد المسيح وانتشار المسيحية وبلغت ملوك أوروبا ودانوا بها، وحيث إن الملك آنذاك كما كان يطلق عليه هو خليفة الله في الأرض فكانت الدولة تحكم دينياً مع اختلاف المذاهب الكاثوليكية والأرثوذكسية ثم البروتستنتية، ولما نزلت الرسالة الإسلامية، قامت الدولة الإسلامية وانتشرت في البلاد العربية ثم خارجها شرقاً وغرباً، فكانت الشعوب آنذاك تحكم بشرائع دينية تصدر عن ملوكها ووعَّاظهم من رجال الدين، حتى جاء عصر النهضة وبرزت مبادئ النظام السياسي الحديث القائم على أساس فصل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية والمشاركة الشعبية في الحكم.
لكن بقيت الشعوب معظمها ملتزمة بعقيدتها الدينية، وحتى يومنا هذا لِما للدين من قدسية في قلوب الناس.. لذا قامت حركات سياسية تتبنى الأديان لكسب مؤيدين لهم للوصول من خلالهم إلى الإمساك بالسلطة السياسية.. كما قامت في مقابلها حركات ليبرالية وعلمانية للغرض نفسه، ومن بين هذه الحركات قامت الحركه الصهوينية وهدفها الهيمنة الاقتصادية ومن خلالها جمعت السيطرة على السلطة والمال اللذين هما القوة المحركة للعالم، ودعوا إلى مؤتمر فى مدينة بازل في سويسرا، واستغلوا الطرح اليهودي الذي يدعي أن فلسطين وهبها الله لهم وراحوا يستنهضون يهود العالم بدعوى العمل على إقامه وطن قومي يهودي لهم في فلسطين، بينما حقيقة الأمر هو زرع ذلك الكيان ليكون قاعدة انطلاق للهيمنة على ثروات الشرق الأوسط ثم يليه الشرق الأقصى، مستغلين قوة الولايات المتحدة الأميركية بالتحالف مع لوبي رجال الأعمال هناك تحقيقاً لأطماعهم الاقتصادية والاستعمارية.
وهذا النهج نفسه بدأت بتبنيه أحزاب ترفع شعار إقامة الدولة الإسلامية بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية، وهدفها استغلال الوازع الديني لدى الشعوب الإسلامية للوصول من خلالها إلى السلطة للهيمنة سياسياً واقتصادياً على الشعوب العربية، وفي كل جهد يبذلونه ويصلون به إلى السلطة تفضحهم تصرفاتهم بأنهم يستغلون راية الإسلام ليس ايماناً بل وسيلة للوصول إلى مآربهم السلطوية والمادية، وها هم يتساقطون كما يتساقط معهم أيضاً الطرح الصهيوني في الهيمنة على العالم؛ لأن وعى الشعوب لن يسمح لمثل هذا الخداع أن يستمر. وسيبقى المؤمنون بالله حقيقة في منأى عن الوقوع في خداعهم وزيف ادعائهم سواء أكانوا صهاينة أم متأسلمين.

تعليقات

اكتب تعليقك