#جريدة_الآن نورية السداني تكتب : موسوعة السنعوسي

زاوية الكتاب

كتب الآن - القبس 601 مشاهدات 0



القبس
إن كان للزمن بشر، فالأخ محمد السنعوسي كان له زمن.. وأي زمن ذلك؟! إنه زمن الحب الصافي النقي، زمن الصداقة المخلصة، زمن الفكر الذي حلّق للأبعاد العالمية. لقد شهدت ثلاثة رموز في حياة محمد السنعوسي زميلتي الغالية باسمة سليمان وزميلي الغالي رضا الفيلي ومصطفى العقاد؛ باسمة سليمان إشراقة حياة محمد السنعوسي، ورضا الفيلي زميل العمق الثقافي والإنساني من بريطانيا حتى أميركا، رباعي جميل عاش هناك «باسمة ومحمد» «رضا وأمل جعفر» كانت أميركا مرحلة من حياة هذا الرباعي، ولم تنته العلاقة، بل سما بها السنعوسي إلى إنتاج فيلم أبهر العالم.. «محمد رسول الله» الذي افتتح عرضه الأول في لندن وكان محمد السنعوسي قوة مؤثرة، وهناك حكاية تخص هذا الافتتاح أتركها للزميل محمد.. هذه الحكاية تعبّر عن قوة شخصية محمد السنعوسي التي أوصلته للبقاء حتى زمننا الحالي. في ذاك الزمن الذي عشناه وعملنا فيه بإخلاص وطني، لم يكن الإعلام مجرد لعبة تسلية، بل كان هدفا اجتماعيا وإنسانيا وسياسيا راقيا، ومن يقرأ موسوعة 1961 – 1985 سيتعرف على معاني الإخلاص الوطني في ذاك الزمن، ذلك ان عمل الأشخاص المذكور تاريخهم الإعلامي في هذه الموسوعة انعكس على عملهم على الإقليم الجغرافي كله؛ اشخاص شكلوا أعز فترة تاريخية لكويت الستينات والسبعينات، كويت المحبة والتآلف المجتمعي الذي يرقى إلى المعاني الوطنية الحقيقية.. هؤلاء الأشخاص قدموا التحليل السياسي العميق والدراما الهادفة والكوميديا الراقية، جسدوا حياة ماضي طفولتهم الذي عاشوه ما بين «الشرق والوسطى والقبلة» بكل التغيرات الاجتماعية من كل الأحداث التي مرت منذ طفولتهم حتى شبابهم، من داخل السور لخارجه، ومن البساطة للتثمين.. التغير الكبير الذي هز مجتمعهم، كل ذلك قدموه بصدق وطني وهو صالح حتى يومنا هذا لكل جيل، فالأجيال تتعلم من الماضي والجيل الإعلامي الذي قدمه في موسوعة السنعوسي وثيقة تاريخية كويتية، ذلك أنها تمثل حياة مجتمع بأكمله.
لقد نجح في تقديم هذه النخبة الكريمة من أبناء الوطن الذين منحوا شبابهم وعمرهم من أجل تقدم مجتمعهم من خلال حقبة تاريخية من أروع حقب التاريخ الكويتي ومن أعمقها، بل من أقواها لجهة الحرية والديموقراطية وبناء وطن الرفاه الاجتماعي والزمن الجميل.. وآه من الزمن الجميل!

تعليقات

اكتب تعليقك