#جريدة_الآن د. مناور الراجحي يكتب: مَن يقول للثور أنا عنتر؟!

زاوية الكتاب

كتب مناور الراجحي 510 مشاهدات 0


طالعتنا كتب التراث والقصص التاريخية بأن عنتر ذات يوم كان راجعا من القنص وبيده غزال وأثناء عودته صادف طفلة تبكي فقال ما بك يا حلوة تبكين؟ قالت أبي، فقال ماذا عن أبيك؟ قالت أخذ العجل الصغير ليذبحه للضيف، فقال عنتر قومي أريني أباك، فأمسكت الطفلة يد عنتر وأخذته لأبيها فقدم له الغزال وأخذ الثور وقال هذا العجل ملك لها فلا تقترب منه إلا برضاها، وذهب عنتر وذهبت الطفلة فرحة بعجلها الذي أصبح ملكا لها لا يستطيع أحد أخذه منها إلا برضاها.

دارت السنون والأيام وكبر العجل حتى أصبح ثورا له قرنان غليظان حادان، وذات يوم كان عنتر عائدا من معركة اشتد فيها القتال، وكانت ملابسه ملطخة بالدماء فرأه الثور وهجم عليه، فنظر عنتر الى عيني الثور فعرف أنه ذلك العجل قد كبر، فمال عنتر قليلا عنه، فرد الثور مرة أخرى يهاجم عنتر من الخلف، فمال عنه عنتر قليلا وعاود الثور الهجوم من الجانب حتى كاد يقضي على فرس عنتر، ثار عنتر وقال أيها الثور إنني أحن منك على صاحبتك التي كانت تبكي حزنا لأن والدها أراد أن يقدمك لقمة سهلة لضيوفه، أيها الثور أنا عنتر الذي فداك بالغزال، وفي أثناء الكر والفر كانت الفتاة قد اقتربت من الثور واستمعت لما قال عنتر فقالت يا ثوري انه المنقذ فلا تقتله ولو قتلته لقتلك الآخرون، تراجع الثور وقام ينبش التراب بيده اليمنى ولسان حاله يقول أنا الثور الهائج البطل الآن وكل ما سبق تاريخ وسوف أمحو التاريخ بيدي، فهم عنتر ما يقصده الثور وقال لأجلك يا فتاة سأترك ثورك لك فاحميه، لكن أعلمي بأن هناك الكثير من المتربصين الذين سوف يصوبون السهام عليك وعلى ثورك، فانتهزي الفرصة وأخبري الثور بأنني أنا عنتر، حاولت الفتاة ولكن الثور هجم فمال عنتر عنه وتركه في سبيله وهو يعلم ان دوام الحال من المحال، وهذه قصة الثور وعنتر كما رواها لنا كتاب التراث والقصص التاريخية.

تعليقات

اكتب تعليقك