#جريدة_الآن د. عبدالله العبدالجادر يكتب: البطالة الحقيقية والبطالة الاختيارية والشهادات المزوَّرة

زاوية الكتاب

عبدالله العبدالجادر 743 مشاهدات 0


الأنباء

الوظائف في دول العالم تتشابه إلى حد ما ومتطلبات واشتراطات التعيين فيها تتشابه إلى حد ما وخاصة فيما يتعلق بالمؤهلات الدراسية المطلوبة، يعني وظيفة محاسب تحتاج الى بكالوريوس محاسبة، وظيفة مبرمج تحتاج الى بكالوريوس علوم كمبيوتر، وظيفة طبيب أسنان تحتاج الى بكالوريوس طب الأسنان، وهكذا، ولذلك عندما يختار الطالب التخصص الدراسي يعني اختار وظيفته ولهذا الكثير من الدول تقوم بالتخطيط للقوى العاملة المطلوبة في خطة متوسطة وطويلة الآجل وهذه تساعد على معرفة العدد المطلوب من العمالة ونوعية المؤهلات والتخصصات العلمية والخبرات المطلوبة وعلى هذا الأساس تعتمد عدد الطلبة المطلوبين في هذه التخصصات الدراسية الذين سوف يتخرجون خلال الفترة المقبلة وعند تخرجهم المفروض يجدون الفرص الوظيفية حسب خطة الدولة واحتياجات سوق العمل.

ولكن عندنا العكس يتم ضخ وقبول أعداد كبيرة من الطلبة في جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب والبعثات الداخلية والخارجية بتخصصات دراسية مختلفة وعند تخرجهم الكثير منهم لا يجد الفرصة الوظيفية سواء في الحكومة أو الخاص وينتظرون سنوات وتبدأ البطالة بين الشباب، مما يؤثر عليهم نفسيا ويكونون محبطين ولديهم وقت فراغ طويل، وقد يحيد بعضهم عن الطريق والسلوك السوي وينتج عنه تصرفات تؤثر على صحتهم الجسدية والعقلية ويدخلون في مشاكل أخلاقية وأمنية وكل هذا بسبب عدم توظيفهم لوجود فائض أو عدم الحاجة لتخصصاتهم الدراسية وهذه تسمى البطالة الحقيقية. أما البطالة الاختيارية فهي عندما تتوافر فرصة عمل وترفضه مع أن الوظيفة تتناسب مع تخصص المؤهل الدراسي، ولكن ترغب وتفضل جهة عمل أخرى.

الشهادات المزورة صار سنوات ويتكلمون عنها في الحكومة ومجلس الأمة ولم يتم اتخاذ أي قرار إلى الآن مع أن أصحاب هذه الشهادات المزورة قد يعملون في وظائف حساسة وتمس حياة وصحة الإنسان وأمن واستقرار البلد وتزيد من الفساد وخاصة إذا كانت هناك شهادات مزورة تخصص طب أو تمريض أو صيدلة أو هندسة أوهيئة تدريس أو وظائف قيادية لديهم الصلاحيات المالية والإدارية وما زالوا يمارسون عملهم من الكويتيين وغير الكويتيين وهذه كارثة بحق الإنسان والوطن ولا يمكن التهاون ولا التأخير في اتخاذ القرار المناسب حتى لا تكبر المشكلة وتظهر نتائجها وسلبياتها وتسبب أزمة في حق الوطن والمواطنين.

تعليقات

اكتب تعليقك