#جريدة_الآن جسر الشيخ جابر.. خطوة أخرى نحو كويت جديدة 2035

محليات وبرلمان

الآن - كونا 915 مشاهدات 0


في خطوة جديدة نحو تحقيق رؤية (كويت جديدة 2035) الرامية إلى وضع الكويت على خارطة التنافسية العالمية وتحويل البلاد إلى مركز تجاري ومالي إقليمي وعالمي جاء افتتاح جسر (الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح) طيب الله ثراه والذي تفضل سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه وشمله برعايته وحضوره اليوم الأربعاء.
هذا المشروع التنموي العملاق يعد رابع أطول جسر بحري في العالم إذ يربط بين مدينة الكويت ومنطقة الصبية الجديدة شمال جون الكويت ومن المنتظر أن يسهم في النهضة السكنية والاستثمارية للمنطقة الشمالية من البلاد.
وسيسهم المشروع في جذب الاستثمارات الأجنبية بما يحقق ركيزة الاقتصاد المتنوع المستدام في خطة التنمية التي تسعى من خلالها البلاد إلى تحسين بيئة الأعمال وتسهيل الإجراءات المتعلقة بالتجارة وتنويع مصادر الدخل بعيدا عن النفط.
وشهد حفل افتتاح الجسر سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ورئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم وسمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء ورئيس وزراء جمهورية كوريا لي ناكيون ورئيس مجلس الشيوخ بالجمهورية الفرنسية جيرار لارشيه وكبار المسؤولين بالدولة.
وقد تفضل سمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه بإزاحة الستار إيذانا بافتتاح المشروع.
وعقب ذلك قال رئيس الوزراء الكوري في كلمة بهذه المناسبة "نتوقع مستقبلا مشرقا مليئا بالحيوية للكويت وإننا على ثقة تامة بأن رؤية حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح (كويت جديدة 2035) ستحقق انجازات رائعة مثل ما شاهدناها في هذا المشروع".
وأعرب عن سعادته بتواجده في هذه اللحظة التاريخية للكويت وقدم التهنئة باسم بلاده حكومة وشعبا إلى سمو أمير البلاد بهذه المناسبة متوجها في الوقت ذاته بالشكر على دعم الكويت وتشجيعها المتواصل في تنفيذ هذا المشروع منذ عام 2013.
وأوضح أن هذا المشروع استخدم احدث التقنيات للهندسة المدنية وتقنيات الصديقة للبيئة منذ مرحلة البداية كما سيتم ادارة الجسر وتشغيله عبر نظام النقل الذكي والذي سيقود بدوره الكويت نحو المستقبل ويدعم اقتصاد المعرفة ويجلب المزيد من الابتكارات والتطورات إلى البلاد.
وأكد أنه اعتبارا من اليوم سيلعب الجسر دورا محوريا في الربط بين منطقتين جنوبية وشمالية مشيرا إلى أن كل هذه التغيرات ستسهم في تسريع أعمال إنشاء مدينة جديدة وميناء جديد في منطقة الصبية الشمالية وستؤدي إلى التنمية المتوازنة في البلاد ونمو الاقتصاد بالاضافة إلى إبراز الكويت كمركز للتجارة العالمية.
بدورها قالت وزيرة الأشغال العامة ووزيرة الدولة لشؤون الإسكان الدكتورة جنان رمضان في كلمة مماثلة "نشهد اليوم إنجازا جديدا وندشن معلما كبيرا تحت رعاية وحضور سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى ولنضيف بذلك أولى لبنات تطوير المنطقة الشمالية وربطها بالمناطق الوسطى والجنوبية تحقيقا لرؤية صاحب السمو لكويت 2035".
وأضافت الوزيرة "نبدأ اليوم عهدا جديدا في بناء كويت 2035 تحت رؤية سموكم الكريمة وتوجيهاتكم السامية واضعين نصب أعيننا تطلعات المواطنين وأمانيهم لحياة أفضل ملتزمين ببناء غد أفضل لمستقبل أجيالنا مستمدين في ذلك روح الإنجاز من حياة الآباء والأجداد الذين أفنوا حياتهم في وضع أسس الدولة وقواعدها".
وذكرت أن هذا المشروع ذو الجدوى الاقتصادية الكبيرة حقق لنا ما هو أهم فقد حقق جيلا جديدا من المهندسين والمهندسات الكويتيين ممن اكتسبوا خبرات غير مسبوقة في بناء الجسور والانشاءات البحرية وهم كوكبة رأينا فيهم الإصرار والعزيمة وحب الوطن والاخلاص له ولسموكم فلهم مني الاحترام الكبير على ما أبدوه من تفاني والشكر الجزيل على همتهم.
وأفادت بأن الشراكة مع كوريا الجنوبية الصديقة تعكس تطورا ملحوظا في العلاقات بين البلدين على المستوى السياسي والاقتصادي تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
وأشارت إلى أنه "بالأمس القريب دشنا مع الشريك الكوري تشغيل وإدارة مبنى الركاب المخصص للخطوط الجوية الكويتية (تي 4) واليوم نفتتح مشروع جسر جابر الأحمد الصباح علاوة على ذلك مشروع مدينة جنوب سعدالعبدالله الاسكاني القائم على الشراكة ما بين الحكومتين الكويتية والكورية".
وكان رئيس مجلس ادارة هيئة الطرق والنقل البري بالانابة المهندس سعود النقي قال لوكالة الأنباء الكويتية في وقت سابق اليوم بهذه المناسبة إن مشروع (جسر الشيخ جابر) يأتي في إطار الخطة التنموية المتكاملة للبلاد.
وأضاف النقي أن المشروع يعد بوابة التنمية الجديدة للبلاد مبينا أن الجسر "الشريان الذي سيربط مدينتي الكويت والحرير" التي تعتبر مركزا ماليا وتجاريا مستقبليا.
أما مديرة مشروع جسر (الشيخ جابر) المهندسة مي المسعد فقد ذكرت في تصريح مماثل ل(كونا) أن الجسر يختصر المسافة والزمن بين مدينتي الكويت والصبية (الحرير) من ساعة ونصف إلى 20 دقيقة.
وبينت المسعد أن المشروع يبدأ من تقاطع طريق الغزالي السريع مع طريق (جمال عبدالناصر) عند ميناء الشويخ حتى طريق الصبية السريع إلى مدينة الحرير.
وأوضحت أن المشروع يشتمل على جزيرتين اصطناعيتين الاولى قرب مدينة الكويت بمساحة 280 الف متر مربع تقريبا والثانية قرب مدينة الصبية بمساحة مماثلة إضافة إلى مبان حكومية تخدم الجسر ومساحات خضراء ومساحات مخصصة للاستثمار المستقبلي.
ويسهم الجسر في اختصار المسافة بين مدينة الكويت العاصمة ومنطقة الصبية من 104 كيلومترات تقطعها المركبات في نحو 90 دقيقة إلى نحو 5ر37 كيلومتر أي أقل من 30 دقيقة.
وبدأت أعمال تنفيذ المشروع في 3 نوفمبر 2013 وينقسم إلى جزأين الأول رئيسي (وصلة الصبية) بتكلفة 738 مليون دينار (نحو 4ر2 مليار دولار) ويشمل إنشاء جسر طوله 27 كيلومترا بارتفاع منخفض مع جسر رئيسي مرتفع عبر الممر الملاحي بفراغ ملاحي عرضه 120 مترا وارتفاع 23 مترا لمرور السفن إلى ميناء الدوحة الكويتي بعمر افتراضي قدره 100 عام.
أما الجزء الثاني فيتضمن طريقا بريا (وصلة الدوحة) طوله 7ر4 كيلومتر ويشمل خمسة جسور علوية بطول 725 مترا وجسرا بحريا طوله 7ر7 كيلومتر ويشمل ثلاث حارات مرورية وحارة للأمان في كل اتجاه بتكلفة 7ر165 مليون دينار (نحو 544 مليون دولار).
ويبدأ الجسر البحري من ميناء الشويخ (المنطقة الحرة) ويعبر جون الكويت غربا ويمر بجانب جزيرة أم النمل ليصل إلى منطقة الدوحة ثم يربط بطريق الدوحة السريع.
وتم بناء الجسر فوق أكثر من 1500 دعامة عرض الواحدة منها نحو ثلاثة أمتار وثبت بعضها على عمق 72 مترا في قاع البحر ويتراوح ارتفاعه عن سطح البحر ما بين 9 أمتار و23 مترا.
وتم في المشروع تطبيق أفضل التقنيات الإنشائية من أجل حماية البيئة البحرية مع التقيد بالمعايير والأنظمة واللوائح المعتمدة لدى الهيئة العامة للبيئة كما تم إجراء دراسة بيئية متكاملة تحت إشراف الهيئة.
وشملت دراسة المشروع إنشاء مشروع تعويض بيئي متكامل للشعب المرجانية بالمنطقة ومستوطنات الربيان والأحياء البحرية التي تساعد على مرور التيارات المائية فيها ومصنعة من مواد ليس لها أي تأثير على البيئة البحرية وتم إنشاء هذه المستوطنات ونقل هذه الأحياء إلى موطنها الجديد.
الجسر الجديد يحمل دلالات عديدة منها تجاوزه لمفهوم الطريق الموصل بين موقعين جغرافيين الى طريق يربط مدينة الكويت بكويت المستقبل أو (كويت جديدة) إلى جانب دلالة التنمية والشوط الكبير الذي قطعته الكويت في هذا المجال بعد تسع سنوات من إطلاق أولى خططها.
ومن دلالات المشروع كذلك دخول الكويت في المنافسة العالمية من جديد عبر تحقيق أرقام عالمية في مجال التنمية الاقتصادية وتشييد البنى التحتية والتفوق على العديد من دول العالم في مشاريع فريدة وعملاقة.
ويشكل التزامن بين تدشين (جسر الشيخ جابر) وتأسيس جهاز تطوير مدينة الحرير (الصبية) و(جزيرة بوبيان) احدى دلالات المشروع وأهميته لتتكامل الصورة التنموية والهيكلية ل(كويت جديدة 2035) كمركز مالي وتجاري إقليمي.
ويمتد المشروع من (ميناء الشويخ) مرورا بجسر جابر إلى مدينة الصبية إلى طريق الحرير العالمي لتتلاقى رؤية الكويت جديدة ب(مبادرة الحزام والطريق) الصينية علما بأن الجسور البحرية الثلاثة الأكثر طولا في العالم تقع جميعها في الصين.

تعليقات

اكتب تعليقك