#جريدة_الآن عبدالمحسن جمعة: لا يوجد حل.. بل توجد حلول!

زاوية الكتاب

كتب عبدالمحسن جمعة 628 مشاهدات 0


تتعاظم في الكويت حالة اليأس من الفوضى في بعض المؤسسات الحكومية، واختلال التركيبة السكانية، وعشوائية معظم مناطق السكن الاستثماري والتجاري، وتحول بعض مناطق الكويت، مثل حولي والفروانية، وحتى الفنطاس وأبوحليفة، إلى ما يشبه الأحياء الفقيرة في حواري العشوئيات في آسيا وإفريقيا، وغياب الانتظام المروري وتخطيط الطرق فيهما للمركبات والأفراد، وكذلك قضايا الفساد والتسيب الإداري، إضافة إلى تدني مستوى أداء البرلمان ولغة الحوار داخله.

معظم الكويتيين لا يرون حلاً قريباً لكل تلك المعضلات، والتشاؤم لديهم يصل إلى الحد الأقصى، ويرون أن معالجة هذه المشاكل لا يمكن أن تتم بعد أن تركت لتتراكم دون مواجهة لفترات طويلة، ويضربون أمثلة على دول غرقت في المشاكل، بعد أن تركتها تزداد يوماً بعد الآخر، ورغم مسحة اليأس التي تنتابني كما الآخرين فإنني أرى أن الأمل لا يمكن أن ينقطع بعملية إصلاح كبيرة ستنطلق في الكويت يوماً ما، فمن يقرأ واقع سنغافورة وتركيا وكوريا الجنوبية قبل عقود من الزمن كان لا يجد مخرجاً لهم من مشاكلهم.

الواقع أن الكويت تمتلك رجالاً قادرين على الإصلاح ومواجهة مشاكلها المستعصية، ونستذكر منهم المرحوم الفريق محمد البدر، وما قام به من إنجاز ضخم، عندما أوكلت له مهمة إزالة التعديات على أملاك الدولة، بعد أن شوهت مناطق السكن النموذجي بالخيام و"الكيربي"، وتسوير الشوارع، وإغلاق الممرات بين البيوت، وكيف كانت همة وتمسك الفريق البدر، رحمه الله، في تطبيق القانون دون تفرقة أو تفريط.

كما نتذكر كيف أعاد اللواء المتقاعد عبدالفتاح العلي الانضباط وهيبة القانون إلى شوارعنا عندما تولى مسؤولية المرور، وكانت لمثابرته في مكافحة الانفلات المروري نتائج لافتة في التزام المواطنين والمقيمين بقواعد المرور وأمن الطرق العامة، ولا ننسى كذلك قرارات وزير الصحة الأسبق د. جمال الحربي لترشيد استخدام المرافق الصحية عبر فرض بعض الرسوم عليها، وتمسك بتلك القرارات رغم الضغوط الكبيرة التي تعرض لها.

ونيابياً، فإن صعود وعي المواطن في مراحل متفاوتة كان يصلح الكثير من آفات وسلبيات العمل البرلماني، وذلك عندما يكون الناخب مستيقظاً وفطناً، ولذلك كانت هناك مجالس أمة فارقة بغالبية من الرجال المخلصين، ونستذكر على سبيل المثال لا الحصر مجالس 1986 و1992 و1999 وغيرها التي حفلت برجال دولة من أمثال رحمة الله عليهم جاسم الصقر وسامي المنيس وأحمد الربعي، وأطال في عمر الآخرين عبدالله النيباري ود. حسن جوهر وأحمد النصار وقائمة طويلة من النواب القدوة في العمل البرلماني.

الحقيقة أنه توجد في الكويت حلول كثيرة لمواجهة المشاكل والفساد إذا توفرت الإرادة لدى السلطة والوعي الوطني لدى المواطن، وإذا تحقق هذان العاملان فإن الكويت ستنهض من كبوتها لواقع جميل وأفضل بكثير مما كانت عليه في بداية انطلاق دولتنا الحديثة في ستينيات القرن الماضي، وستتلاشى الصورة الرمادية التي يراها البعض منا أو غالبيتنا... فهل سيتحقق ذلك قريباً؟!

تعليقات

اكتب تعليقك