#جريدة_الآن علي الحويل: إيران لم تطلق رصاصة واحدة على «الشيطان الأصغر» كما حظيت برعاية «الشيطان الأكبر»

زاوية الكتاب

كتب علي عبدالرحمن الحويل 852 مشاهدات 0


الأنباء

تحظى إيران بتعاطف شعبي عربي وإسلامي يشمل شعوب دول الخليج - وإن كان بدرجة أقل - عند كل مواجهة سياسية تجمعها والولايات المتحدة والغرب بشكل عام، وهي مواجهات مستمرة منذ اندلاع الثورة الإسلامية في العام 1979، وبدأت بما عرف بأزمة رهائن السفارة الأميركية.

لايزال هذا التعاطف العربي قائما رغم المتغيرات التي طرأت في السنين العشر الأخيرة، أي رغم تدخل إيران وهيمنتها على القرار في أربع من الدول العربية ابتداء بلبنان فالعراق وسورية وأخيرا اليمن، ولم يحد منه ان وجودها في سورية كان بحجة دعم النظام المرفوض عربيا وبقوات إيرانية وتحوله سريعا إلى ما هو أقرب للاحتلال العسكري منه للهيمنة السياسية، فقد أنشأت إيران قاعدة عسكرية لها وأعلنت عن عدم نيتها مغادرة سورية، فوجودها هناك اذن يختلف عن وجودها في باقي البلدان العربية الثلاثة والمتمثل بميليشيات محلية شيعية موالية لها كحزب الله في لبنان والجيش الشعبي العراقي والحوثيون في اليمن.

يمكن ان يعزى هذا التعاطف العربي المخالف للمنطق وللحالة السياسية على ارض الواقع الى ثلاثة من الأسباب والعوامل التي وان كانت لا تفسره تفسيرا منطقيا كاملا إلا أنها بلا شك عوامل فاعلة ومؤثرة في الشعوب العربية ويأتي في مقدمتها الانتماء العرقي والمذهبي وهو أهمها واكثرها فاعلية خليجيا، يليه جودة الخطاب الإعلامي الإيراني وفاعليته فهو يظهر إيران بنجاح كحليف عربي صلب مناهض لإسرائيل والغرب المساند لها - رغم أن إيران خلال السنوات الأربعين الماضية لم تطلق رصاصة واحدة تجاه إسرائيل أو «الشيطان الأصغر» كما تسميها، كما أنها حظيت في عهد الرئيس أوباما برعاية أميركا «الشيطان الأكبر» لها فقد سمحت لها بتطوير السلاح النووي خلال بضع سنوات.

لقد نجح خطاب إيران الإعلامي نجاحا باهرا في إظهارها بمظهر الدولة الوحيدة القادرة على التحدي والتصدي لأميركا والغرب بشجاعة وقدرة حقيقية، ونجحت بالظهور بمظهر المعتدى عليها في حربها مع العراق.

ويتلخص العامل الثالث في حرص إيران على الظهور بمظهر البعيد عن تأجيج النزاعات الطائفية على الرغم من طبيعة النظام الثيوقراطية وما تقوم به إيران من دعم للطائفة الشيعية في كل مكان في العالم وانحيازها التام لها وأنها استطاعت كسب ولاء قلة من المنتمين للطائفة دفعتهم فيما بعد للقيام بمحاولات انقلابية على الحكم في البحرين والمملكة ومؤخرا نجحت في تشكيل الخلية الانقلابية «العبدلي» في الكويت، إلا أنها استمرت بالنأي في خطابها الرسمي عن الطائفية.

تعليقات

اكتب تعليقك